20. الإدارات الوسطية التشاورية:•هي أفضل أنماط الإدارات.•حيث تكون ما بين شدة ولين.•واتخاذ قرارات بالشورى.•وسماعٍ لآراء الحكماء.•النظر البعيد المدى المحقق لمصالح العامة بغير ضررٍ أو مفسدة.•من صفات المدير الوسطي أيضاً: يشرك الأعضاء في اتخاذ القرار.•يشرح لأتباعه الأسباب الموجبة للقرارات المتخذة.•يعبّر عن احترامه أو نقده لآخرين بموضوعية.•واسع الصدر, طويل النفس, يخاطب الناس على قدر عقولهم.•فوّض العاملين , ويعطي صلاحيّات ويوزع الأعمال بطريقة عادلة.النموذج الأفضل للإدارات ما قام على أساس الشورى والوسطية فهو أقربها لروح الشريعة (وأمرهم شورى بينهم) سورة الشورى: آية 38. وإنما يقود النّاس البصير: وهي القيادة التي تغرس في نفوس أتباعها:•احترام الوقت وحسن تنظيمه وإمساك بزمامه.•التركيز على عوامل القوة.•التمحور حول أنواع رئيسة وقليلة, فالتشعّب مضيّع للجهد وتنعدم به جودة الأعمال.•تعزيز جانب الثقة بالله.•الطموح.•عدم الرضا بالسهل.21. الوَسَطِيَّةُ نجاةٌ من الهلاكتمامُ السعادة مبنيٌّ على ثلاثةِ أشياء :•اعتدالِ الغضبِ .•اعتدالِ الشهوةِ .•اعتدالِ العِلْمِ .•فيحتاجُ أن يكون أمرُها متوسِّطاً ، لئلاَّ تزيد قوةُ الشهوةِ ، فتُخرِجه إلى الرُّخصِ فيهلِك ، أو تزيدُ قوةُ الغضبِ ، فيخرُج إلى الجموحِ فيهلك، (( وخيرُ الأمورِ أوسطُها )) .•فإذا توسَّطتِ القُوَّتانِ بإشارة قوَّةِ العِلْمِ ، دلَّ على طريقِ الهدايةِ .•و الغضبُ: إذا زاد، سهُل عليهِ الضرْبُ والقتلُ، وإذا نقص، ذهبتِ الغيرةُ والحميَّةُ في الدينِ والدنيا، وإذا توسَّط ، كان الصبرُ والشجاعةُ والحِكْمةُ.•وكذلك الشهوةُ: إذا زادتْ، كان الفِسْقُ والفجورُ، وإنْ نقصتْ كان العَجْزُ والفتورُ، وإن توسَّطتْ، كانتِ العفةُ والقناعةُ وأمثالُ ذلك.•في الحديثِ (( عليكم هدْياً قاصِداً )) ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً?
22.أهم مكونات معالم الهوية الوسطية الإسلامية:•تمزج بين الأصالة والمعاصرة، ومنطلقها في هويتها تصوراً وعملاً الإسلام بشموله لكل مظاهر الحياة في العقائد والعبادات والنظم والتشريعات والآداب والسلوك.•قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (85) (آل عمران).•مرجعية هذه الهوية الكتاب والسنة.•قال تعالى: (ثم جعلناك على" شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) 18 (الجاثية).•المنهج الوسطي هو منهج أهل السنة والجماعة الذي يرجح فهم السلف دون تعصب لمذهب أو جماعة، ويعرف لأهل الفضل فضلهم ويقبل الحق ممن جاء به، وإن كان بعيداً بغيضاً، ويرد الخطأ وإن جاء من قريب حبيب.•قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على" ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) ( (المائدة).•الوسطية تقتضي أن يكون السير في الدعوة للدين والتمكين له والسعي للنهوض بالأمة واستعادة مجدها مراعياً للسنن الكونية وحدود الاستطاعة البشرية.•قال تعالى: (سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) (23) (الفتح).•من مكونات الهوية الوسطية الابتعاد عن اتهام أحد ممن دخل في عقد الإسلام بالكفر والبدعة بأعيانهم، ما لم يصرحوا بذلك.•قال تعالى: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا) (النساء:94).•الرؤية الوسطية تؤمن بأن الجهاد ذروة سنام الإسلام.•قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) 190 (البقرة).•تعتقد الرؤية الوسطية أن الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه ومنجزاته واجب شرعي، وأنه لا تناقض بين الانتماء الفطري للقوم والوطن والانتماء الاختياري للدين والمبدأ.•عن ابن عباس قال: قال رسول الله { لمكة: "ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" (رواه الترمذي).•ترى الرؤية الوسطية الإسلامية أن إصلاح الحكم وتطويره من ضرورات أي إصلاح، وأنه يجب التعاون مع الحكام ومناصحتهم في كل ما فيه مصلحة للأمة والوطن وفق منهج الشرع، لما ورد في المتفق عليه: عن جرير بن عبد الله قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم).•يلتزم المنهج الوسطي بالدعوة إلى الشورى وتطبيقها في الفكر والممارسة ووجوب إتاحة الفرصة لجميع الآراء من خلال الحوار البنّاء الهادف للوصول للحق والحقائق في إطار الإسلام ومرجعية الوحي.•إن مسلك الوسطية هو أصوب الطرق لوضوح منهجيته وسلامة منطلقاته وتصديق الوقائع والتجربة لما حققه من نجاحات واسعة لاعتداله في الفكر والعمل بين الإفراط والتفريط.•في المتفق عليه: عن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر".•أنه يجب التعاون بين كل من يعمل للإسلام على البر والتقوى وإن اختلفوا في بعض القضايا وأنه يجب إحسان الظن بالمخالف من المسلمين مالم يتبين غير ذلك وأن الخلافات يسعى لحلها بالحوار الهادئ البنّاء وعلى ضوء الدليل والبرهان. قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى" ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (2) (المائدة).•تؤمن الرؤية الوسطية بضرورة السعي لوحدة المسلمين والدفاع عنهم وعن قضاياهم والتواصل مع شعوبهم وبخاصة الدعاة منهم، مع مراعاة خصوصيات أهل كل بلد واعتبارها ومؤثرات التاريخ والوقع.•قال تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} 92 (الأنبياء).•وقال تعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} 52 (المؤمنون).•وفي صحيح مسلم: عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" •رؤية الوسطية تعتقد أن الله كرّم بني آدم وخلقهم أحراراً لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، وأن الحفاظ على كرامة الناس وحقوقهم واجب شرعي، وأنه لا يجوز النيل من ذلك إلا بحكم قضائي شرعي مستقل مع توفير جميع الضمانات الشرعية للمتهم للدفاع عن نفسه.•قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على" كثير ممن خلقنا تفضيلا} (الإسراء: 70 ).•وفي المتفق عليه: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: "أتدرون أي يوم هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: "فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "بلد حرام، أفتدرون أي شهر هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهر حرام". قال: "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".•من مكونات المنهج الوسطي الإيمان بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وأن النساء شقائق الرجال، "إنما النساء شقائق الرجال" سنن أبي داوود والترمذي وأحمد.•المنهج الوسطي يرى أن التنمية الاقتصادية المستمرة ضرورة ملحة للعيش الحر الكريم، وأن ذلك لا يتحقق إلا بالعدالة في توزيع الثروة والحزم في منع الفساد والأخذ على أيدي المفسدين، ومنع جميع صور الاستغلال والحفاظ على ثروات الأمة.•قال تعالى: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (7) (الحشر).•من معالم الهوية الوسطية الإسلامية الانفتاح على حضارات العالم المختلفة والتواصل معها أخذاً وعطاءً في المشترك الإنساني دون ذوبان في الآخر، ولا تنازل عن الثوابت والخصوصية.•الإيمان بأن للأمة الإسلامية دوراً حضارياً عالمياً إنسانياً، وأن البشرية في أشد الحاجة إليه، ويجب علينا أن ننهض به مستلهمين تجربتنا الحضارية التاريخية وفق رؤية عصرية.•قال تعالى: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)) (الحجرات).•قال تعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) (آل عمران :110).•قال تعالى: ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)) (الممتحنة: آية.
23. تفاوت الشرائع:•ليست الشرائع على درجة واحدة ، فهناك ما هو ركن ، وما هو واجب ، وما هو مستحب . . الخ ، وكذلك المحظورات ذات درجات .•ومن مظاهر الوسطية في الإسلام عدم إلزام الناس طريقة واحدة، أو نمطا واحدا من أنماط البر.•فهناك الصائم ، والقائم، والذاكر، والعالم، والمجاهد، وفاعل المعروف، والمتصدق.•مجموع أعمالهم تمثل شريعة الإسلام الواسعة الشاملة, وهذا التنوع ليس مسوغا لتنقص، ولا يدل على تمايز عند الله.•للجنة أبواب ثمانية، كل باب لضرب من ضروب البر.•وهذا يفتح بابا واسعا في النظر والدعوة ؛ إذ علينا أن نفيد من جميع المسلمين ذكورهم وإناثهم ، محسنهم ومقصرهم ، كما كان يفعل سلف هذه الأمة ، ففي جيش سعد ، كان أبو محجن الثقفي ، وكان القصاص ، والقراء ، والفرسان . . الخ ، كل منهم يؤدي ما أقدره الله عليه ، والله يتولى جميع عباده.•إن الوسطية ليست شعارا يرفعه مدعوه بل هي ممارسة عملية في واقع الحياة.قال تعالى: { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }[ النساء : 123 ]. •والمعنى - كما قال ابن كثير - (( إن الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني ، وليس كل من ادعى شيئا حصل له بمجرد دعواه ، ولا كل من قال : إنه هو الحق سمع قوله بمجرد ذلك ، حتى يكون له من الله برهان )).•إن الوسطية هي سمة الإسلام في عقائده ، وشرائعه ، وأنظمته، وأخلاقه.•هو وسط بين الغلو والتقصير: في عقائده بين التشبيه والتعطيل، والجبر والقدر مثلا، وفي التربية والسلوك بين الأمن والإياس.•فيعبد الله بالحب والخوف والرجاء ، وتلك عبادة المؤمنين.
24. إن الوسطية في الإسلام مؤسسة تأسيسا محكما ، ولا تتم صورتها إلا بمراعاة ما يلي:
- الشمول الذي يجعل الإسلام مهيمنا على الحياة كلها بأنظمتها وأنشطتها المختلفة ، وبأعمال الإنسان المتنوعة ، فلا يشذ عن الدين أي عمل يعمله.ـ قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 162 ].- التوازن بين الأطراف المختلفة ؛ بحيث لا يحصل حيف لطرف على طرف ، ولا لجانب على جانب.- تحقيق المقاصد الشرعية بحسب مرتبتها وأولويتها من ضروري، وحاجي، وتحسيني بحسب التمايز المتحقق، ولا تجوز التسوية بين هذه الدرجات إلا عند من لا فقه لديه، وحديثي العهد بالعلم.ـ اتساع الصدور لاستيعاب المخالف فيما يسوغ فيه الخلاف، خاصة المجتهد، ومن يمكن التماس عذر له.- وضوح الأصول الاعتقادية ، لتكون منطلقا لغيرها من الأعمال.
25. هناك أمور ينبغي على المعلم مراعاتها، إن أراد أن يكون له الأثر البالغ في تربية طلابه على الوسطية والاعتدال، وعلاج ما قد يطرأ عليهم من غلو أو إجحاف .ومن هذه الأمور :التدرج في العلاج. تقديم الحلول والبدائل. إزالة الشبهات .بيان محاذير وعيوب الغلو، ومنها : التقصير في حقوق أخرى ، وأن الفطرة البشرية لا تطيق الاستمرار على هذا الغلو .الدعوة للاتعاظ بمن سبق من الأمم .الزجر عن سبيل الغلو والبراءة منه: � فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي �أخرجه البخاري.تصحيح المفاهيم.بيان السبيل القويم، والصراط المستقيم؛ فالخشية والتقوى تحصل بالتوازن، لا بالمبالغة في أمر وإهمال أمور.
26. التطرف قد يكون في العاطفة، وقد يكون في السلوكِ، ونحن بحاجة إلى ثقافة الوسطية التي جاء بها الإسلام، ودعا إليها. قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}(البقرة: آية 143). وفي الأثر: (أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا، عسى أن يكون حبيبك يوما ما). والإسلام دين الاعتدال أيضا، وهو يدعونا إلى الاعتدال في كل شيء، في الطعام والشراب، وفي السلوك، والعاطفة.وفي تشجيع الرياضة نجد أصولاً شرعية. فهذه السيدة عائشة، أم المؤمنين، تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن تشاهد الأحباش وهم يلعبون؛ والنبي يسمح لها بل ويرفعها فوق كتفه لتتمكن من المشاهدة بيسر، ويضل هكذا يتحملها حتى تستمتع وتحصل على كفايتها.بل كان الناس يشاهدون بعض المسابقات الرياضية المشروعة كالخيل والرمي بالسهام وغيرهما. غير أن ضابط الأخلاق الذي ربى الإسلام الناس عليه؛ جعل سلوكهم معتدلا في كل شيء. ولهذا فإن منظومة الأخلاق في الإسلام قائمة على الاعتدال.نلحظ هذا في القرآن الكريم: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}(سورة الإسراء: آية 29)، وغير ذلك من الآيات والأحاديث.ولكي يصل الإنسان إلى الاعتدال في التشجيع والمشاهدة، فإن عليه أن يراعي عددا من الأمور منها :أن يدرك أن الهدف من المشاهدة؛ هو مجرد التسلية والترويح عن النفس.وأن التعصب في التشجيع يسوق إلى الحرام؛ من السب والشتم وغير ذلك؛ مما هو منهي عنه.أن التعصب لمشاهدة مثل هذه الألعاب يشغل المسلم عن أداء أشياء أكثر إفادة على المستوى الفردي والجماعي.يعود بالضرر على نفسية الإنسان، مما يولد تعصبا ليس في التشجيع فحسب ولكن في كثير من الممارسة اليومية في الحياة.أن يعود نفسه على ألا يكون أسيرا لشهوة، فيمكنه أن يتخلى عن المشاهدة في بعض الأحيان.أن يعلم أن فوز فرق ما لا يترتب عليه كسب للإنسان؛ إنما هي حالة النشوة اللحظية، فلا نجعلها سببا في تقطيع الأوصال والروابط مع الناس.أن يعيد الإنسان ترتيب أولوياته.أن يمارس بعض المشاهدات المباحة الأخرى؛ حتى لا يكون التشجيع الرياضي وحده هو الشغل الشاغل.وأن يسعى للممارسة العملية للرياضة؛ فذلك أفضل لجسمه من التركيز على المشاهدة فقط.أن يسأل الله أن يعينه حتى لا يكون أسيرا لنفسه وهواه.
المصدر: حملة السكينة
22.أهم مكونات معالم الهوية الوسطية الإسلامية:•تمزج بين الأصالة والمعاصرة، ومنطلقها في هويتها تصوراً وعملاً الإسلام بشموله لكل مظاهر الحياة في العقائد والعبادات والنظم والتشريعات والآداب والسلوك.•قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (85) (آل عمران).•مرجعية هذه الهوية الكتاب والسنة.•قال تعالى: (ثم جعلناك على" شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) 18 (الجاثية).•المنهج الوسطي هو منهج أهل السنة والجماعة الذي يرجح فهم السلف دون تعصب لمذهب أو جماعة، ويعرف لأهل الفضل فضلهم ويقبل الحق ممن جاء به، وإن كان بعيداً بغيضاً، ويرد الخطأ وإن جاء من قريب حبيب.•قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على" ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) ( (المائدة).•الوسطية تقتضي أن يكون السير في الدعوة للدين والتمكين له والسعي للنهوض بالأمة واستعادة مجدها مراعياً للسنن الكونية وحدود الاستطاعة البشرية.•قال تعالى: (سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) (23) (الفتح).•من مكونات الهوية الوسطية الابتعاد عن اتهام أحد ممن دخل في عقد الإسلام بالكفر والبدعة بأعيانهم، ما لم يصرحوا بذلك.•قال تعالى: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا) (النساء:94).•الرؤية الوسطية تؤمن بأن الجهاد ذروة سنام الإسلام.•قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) 190 (البقرة).•تعتقد الرؤية الوسطية أن الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه ومنجزاته واجب شرعي، وأنه لا تناقض بين الانتماء الفطري للقوم والوطن والانتماء الاختياري للدين والمبدأ.•عن ابن عباس قال: قال رسول الله { لمكة: "ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" (رواه الترمذي).•ترى الرؤية الوسطية الإسلامية أن إصلاح الحكم وتطويره من ضرورات أي إصلاح، وأنه يجب التعاون مع الحكام ومناصحتهم في كل ما فيه مصلحة للأمة والوطن وفق منهج الشرع، لما ورد في المتفق عليه: عن جرير بن عبد الله قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم).•يلتزم المنهج الوسطي بالدعوة إلى الشورى وتطبيقها في الفكر والممارسة ووجوب إتاحة الفرصة لجميع الآراء من خلال الحوار البنّاء الهادف للوصول للحق والحقائق في إطار الإسلام ومرجعية الوحي.•إن مسلك الوسطية هو أصوب الطرق لوضوح منهجيته وسلامة منطلقاته وتصديق الوقائع والتجربة لما حققه من نجاحات واسعة لاعتداله في الفكر والعمل بين الإفراط والتفريط.•في المتفق عليه: عن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر".•أنه يجب التعاون بين كل من يعمل للإسلام على البر والتقوى وإن اختلفوا في بعض القضايا وأنه يجب إحسان الظن بالمخالف من المسلمين مالم يتبين غير ذلك وأن الخلافات يسعى لحلها بالحوار الهادئ البنّاء وعلى ضوء الدليل والبرهان. قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى" ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (2) (المائدة).•تؤمن الرؤية الوسطية بضرورة السعي لوحدة المسلمين والدفاع عنهم وعن قضاياهم والتواصل مع شعوبهم وبخاصة الدعاة منهم، مع مراعاة خصوصيات أهل كل بلد واعتبارها ومؤثرات التاريخ والوقع.•قال تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} 92 (الأنبياء).•وقال تعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} 52 (المؤمنون).•وفي صحيح مسلم: عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" •رؤية الوسطية تعتقد أن الله كرّم بني آدم وخلقهم أحراراً لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، وأن الحفاظ على كرامة الناس وحقوقهم واجب شرعي، وأنه لا يجوز النيل من ذلك إلا بحكم قضائي شرعي مستقل مع توفير جميع الضمانات الشرعية للمتهم للدفاع عن نفسه.•قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على" كثير ممن خلقنا تفضيلا} (الإسراء: 70 ).•وفي المتفق عليه: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: "أتدرون أي يوم هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: "فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "بلد حرام، أفتدرون أي شهر هذا؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهر حرام". قال: "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".•من مكونات المنهج الوسطي الإيمان بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وأن النساء شقائق الرجال، "إنما النساء شقائق الرجال" سنن أبي داوود والترمذي وأحمد.•المنهج الوسطي يرى أن التنمية الاقتصادية المستمرة ضرورة ملحة للعيش الحر الكريم، وأن ذلك لا يتحقق إلا بالعدالة في توزيع الثروة والحزم في منع الفساد والأخذ على أيدي المفسدين، ومنع جميع صور الاستغلال والحفاظ على ثروات الأمة.•قال تعالى: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (7) (الحشر).•من معالم الهوية الوسطية الإسلامية الانفتاح على حضارات العالم المختلفة والتواصل معها أخذاً وعطاءً في المشترك الإنساني دون ذوبان في الآخر، ولا تنازل عن الثوابت والخصوصية.•الإيمان بأن للأمة الإسلامية دوراً حضارياً عالمياً إنسانياً، وأن البشرية في أشد الحاجة إليه، ويجب علينا أن ننهض به مستلهمين تجربتنا الحضارية التاريخية وفق رؤية عصرية.•قال تعالى: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)) (الحجرات).•قال تعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) (آل عمران :110).•قال تعالى: ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)) (الممتحنة: آية.
23. تفاوت الشرائع:•ليست الشرائع على درجة واحدة ، فهناك ما هو ركن ، وما هو واجب ، وما هو مستحب . . الخ ، وكذلك المحظورات ذات درجات .•ومن مظاهر الوسطية في الإسلام عدم إلزام الناس طريقة واحدة، أو نمطا واحدا من أنماط البر.•فهناك الصائم ، والقائم، والذاكر، والعالم، والمجاهد، وفاعل المعروف، والمتصدق.•مجموع أعمالهم تمثل شريعة الإسلام الواسعة الشاملة, وهذا التنوع ليس مسوغا لتنقص، ولا يدل على تمايز عند الله.•للجنة أبواب ثمانية، كل باب لضرب من ضروب البر.•وهذا يفتح بابا واسعا في النظر والدعوة ؛ إذ علينا أن نفيد من جميع المسلمين ذكورهم وإناثهم ، محسنهم ومقصرهم ، كما كان يفعل سلف هذه الأمة ، ففي جيش سعد ، كان أبو محجن الثقفي ، وكان القصاص ، والقراء ، والفرسان . . الخ ، كل منهم يؤدي ما أقدره الله عليه ، والله يتولى جميع عباده.•إن الوسطية ليست شعارا يرفعه مدعوه بل هي ممارسة عملية في واقع الحياة.قال تعالى: { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }[ النساء : 123 ]. •والمعنى - كما قال ابن كثير - (( إن الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني ، وليس كل من ادعى شيئا حصل له بمجرد دعواه ، ولا كل من قال : إنه هو الحق سمع قوله بمجرد ذلك ، حتى يكون له من الله برهان )).•إن الوسطية هي سمة الإسلام في عقائده ، وشرائعه ، وأنظمته، وأخلاقه.•هو وسط بين الغلو والتقصير: في عقائده بين التشبيه والتعطيل، والجبر والقدر مثلا، وفي التربية والسلوك بين الأمن والإياس.•فيعبد الله بالحب والخوف والرجاء ، وتلك عبادة المؤمنين.
24. إن الوسطية في الإسلام مؤسسة تأسيسا محكما ، ولا تتم صورتها إلا بمراعاة ما يلي:
- الشمول الذي يجعل الإسلام مهيمنا على الحياة كلها بأنظمتها وأنشطتها المختلفة ، وبأعمال الإنسان المتنوعة ، فلا يشذ عن الدين أي عمل يعمله.ـ قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 162 ].- التوازن بين الأطراف المختلفة ؛ بحيث لا يحصل حيف لطرف على طرف ، ولا لجانب على جانب.- تحقيق المقاصد الشرعية بحسب مرتبتها وأولويتها من ضروري، وحاجي، وتحسيني بحسب التمايز المتحقق، ولا تجوز التسوية بين هذه الدرجات إلا عند من لا فقه لديه، وحديثي العهد بالعلم.ـ اتساع الصدور لاستيعاب المخالف فيما يسوغ فيه الخلاف، خاصة المجتهد، ومن يمكن التماس عذر له.- وضوح الأصول الاعتقادية ، لتكون منطلقا لغيرها من الأعمال.
25. هناك أمور ينبغي على المعلم مراعاتها، إن أراد أن يكون له الأثر البالغ في تربية طلابه على الوسطية والاعتدال، وعلاج ما قد يطرأ عليهم من غلو أو إجحاف .ومن هذه الأمور :التدرج في العلاج. تقديم الحلول والبدائل. إزالة الشبهات .بيان محاذير وعيوب الغلو، ومنها : التقصير في حقوق أخرى ، وأن الفطرة البشرية لا تطيق الاستمرار على هذا الغلو .الدعوة للاتعاظ بمن سبق من الأمم .الزجر عن سبيل الغلو والبراءة منه: � فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي �أخرجه البخاري.تصحيح المفاهيم.بيان السبيل القويم، والصراط المستقيم؛ فالخشية والتقوى تحصل بالتوازن، لا بالمبالغة في أمر وإهمال أمور.
26. التطرف قد يكون في العاطفة، وقد يكون في السلوكِ، ونحن بحاجة إلى ثقافة الوسطية التي جاء بها الإسلام، ودعا إليها. قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}(البقرة: آية 143). وفي الأثر: (أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا، عسى أن يكون حبيبك يوما ما). والإسلام دين الاعتدال أيضا، وهو يدعونا إلى الاعتدال في كل شيء، في الطعام والشراب، وفي السلوك، والعاطفة.وفي تشجيع الرياضة نجد أصولاً شرعية. فهذه السيدة عائشة، أم المؤمنين، تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن تشاهد الأحباش وهم يلعبون؛ والنبي يسمح لها بل ويرفعها فوق كتفه لتتمكن من المشاهدة بيسر، ويضل هكذا يتحملها حتى تستمتع وتحصل على كفايتها.بل كان الناس يشاهدون بعض المسابقات الرياضية المشروعة كالخيل والرمي بالسهام وغيرهما. غير أن ضابط الأخلاق الذي ربى الإسلام الناس عليه؛ جعل سلوكهم معتدلا في كل شيء. ولهذا فإن منظومة الأخلاق في الإسلام قائمة على الاعتدال.نلحظ هذا في القرآن الكريم: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}(سورة الإسراء: آية 29)، وغير ذلك من الآيات والأحاديث.ولكي يصل الإنسان إلى الاعتدال في التشجيع والمشاهدة، فإن عليه أن يراعي عددا من الأمور منها :أن يدرك أن الهدف من المشاهدة؛ هو مجرد التسلية والترويح عن النفس.وأن التعصب في التشجيع يسوق إلى الحرام؛ من السب والشتم وغير ذلك؛ مما هو منهي عنه.أن التعصب لمشاهدة مثل هذه الألعاب يشغل المسلم عن أداء أشياء أكثر إفادة على المستوى الفردي والجماعي.يعود بالضرر على نفسية الإنسان، مما يولد تعصبا ليس في التشجيع فحسب ولكن في كثير من الممارسة اليومية في الحياة.أن يعود نفسه على ألا يكون أسيرا لشهوة، فيمكنه أن يتخلى عن المشاهدة في بعض الأحيان.أن يعلم أن فوز فرق ما لا يترتب عليه كسب للإنسان؛ إنما هي حالة النشوة اللحظية، فلا نجعلها سببا في تقطيع الأوصال والروابط مع الناس.أن يعيد الإنسان ترتيب أولوياته.أن يمارس بعض المشاهدات المباحة الأخرى؛ حتى لا يكون التشجيع الرياضي وحده هو الشغل الشاغل.وأن يسعى للممارسة العملية للرياضة؛ فذلك أفضل لجسمه من التركيز على المشاهدة فقط.أن يسأل الله أن يعينه حتى لا يكون أسيرا لنفسه وهواه.
المصدر: حملة السكينة