نجوى هاشم
أنت مُطالب بأن تُعطي، تُعطي كل من حولك، هكذا اعتدت، وهكذا اعتادوا عليك.
لا قانون يفند هذا العطاء، أو يحدده، أو يؤطره على الإطلاق.. ولا ظروف من الممكن أن تحاصرك ذات يوم، وتجعلك ترتد عاجزاً عن مواصلة عطائك المعتاد..
اعتدت أن تُعطي بشكل عام وبسعادة، واعتاد الآخرون أن يأخذوا ببرود..
اعتدت أن تعطي ملتزماً، واعتادوا أن يأخذوا دون شكر..
اعتدت أن تعطي بابتسامة ظللت تعتقد أنها نافذة تطل على الآخرين بحب، واعتادوا أن يأخذوا بثقافة جديدة، لابد أن يدفع، أو مفروض أن يُعطي.
قانن الأخذ والعطاء العام في المجتمع يجعل العاطي يغرد خارج السرب هذه الأيام، يشعره بالغربة، وبالمرارة، وبقسوة العالم الذي أصبح أفراده لا يمتلكون صفة الشكر التي ينبغي ألا تنحاز إلى شيء آخر عندما نأخذ غيرها.. علينا أن نشكر الله على نعمه، وما أكثرها، حتى وإن اعتقد البعض وهم كثر بأنهم لا يتمتعون بأي نعمة منها..
رغم أنهم أصحاء على الأقل وهذه أكبر نعمة من الممكن أن يظل العبد شاكراً الله سبحانه وتعالى عليها.
علينا أن نشكر من حولنا، والذين هم غير مجبرين على العطاء لنا في بعض الأحيان، مهما ضاقت عبارات الشكر رغم اتساعها في ثقافتنا ورغم تعدد مفرداتها في لغتنا..
في الظاهرة العامة هذه الأيام ينسى الكثير ما أخذوا ذات يوم، ولكنهم يتذكرون فقط ما لم يأخذوا..
ينسى الكثير ما أخذوا ذات يوم، ومع هذا النسيان المتزايد والمتعمد، والمتساوي بالجحود، يرفضون الرد للآخر إن احتاجهم مهما كانت ظروفه قاسية، ومهما كان احتياجه قوياً..
يا ويلك إن حاولت مضطراً تذكيرهم بجميل قمت به لهم ذات يوم وأنت في أعز ظروف الاحتياج.
ستسمع ما لا يحلو لك، وستأتيك أصوات لم تعتد على سماعها، وستتهم بقلة الأصل والمعايرة وهي من شيم غير الكرام، وستخضع لاعتبارات الخلاص منك وعدم الحاجة إليك، بعد أن أصبحت محوراً من محاور الشر المتساقطة على الأرض.
إنها ثقافة الجحود التي أصبحنا لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عنها .. ثقافة لك أن تنحاز إليّ، ولكن لن أنحاز إلا إلى نفسي.
ثقافة عليّ أن أمتلك ما أريده منك من مواقف مادية ومعنوية وتُصبح متآمراً، وخسيساً إن احتجت ذات يوم إلى الرد، أو حتى في المطالبة به.
عليك أن تنسى دائماً أنك أعطيت، وعليك أن تتذكر دوماً أنك لابد أن تعطي..
عليك أن تظل نهراً من العطاء، وتنسى إلى أين يتسرب هذا النهر رغم معرفتك أن منابعه أنت منبرها.
عليك أن تعتقد دوماً أن للآخرين حقوقاً لديك، لكن ليس لديك حقوق عليهم.
موطنك الوحيد هو العطاء، حتى وإن عجزت عنه ذات يوم عليك أن تحتمي به مفرّغاً دون البحث عن مواطن لديهم، أو الوقوف على عتباتهم التي سينقضي كل يقين لديك وأنت متوقف على أبواب تلك المسارات المفتوحة بينكما، وغير القادرة على فتح أبوابها للدخول إليهم بعد أن سُدت كل طرقاتها..
عليك أن تتعلم تلك الحكمة التي تقول (في كل مرة أخدم فيها إنساناً أغفر له مقدماً نكرانه للجميل) لكن هل تستطيع أنت ذلك؟ وهل من الممكن أن تعتاد على التعامل بأسلوب الجحود المتفشي؟
وفيما جاء من مرويات عن الناس وكيف حالهم: أنه لما قدم حاتم الأصم إلى الإمام أحمد رحمه الله.. قال له الإمام: أخبرني كيف السلامة مع الناس؟ فقال حاتم بثلاثة أشياء: (تعطيهم من مالك ولا تأخذ من مالهم، وتقضي لهم حقوقهم، ولا تطالبهم بحقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم".
أنت مُطالب بأن تُعطي، تُعطي كل من حولك، هكذا اعتدت، وهكذا اعتادوا عليك.
لا قانون يفند هذا العطاء، أو يحدده، أو يؤطره على الإطلاق.. ولا ظروف من الممكن أن تحاصرك ذات يوم، وتجعلك ترتد عاجزاً عن مواصلة عطائك المعتاد..
اعتدت أن تُعطي بشكل عام وبسعادة، واعتاد الآخرون أن يأخذوا ببرود..
اعتدت أن تعطي ملتزماً، واعتادوا أن يأخذوا دون شكر..
اعتدت أن تعطي بابتسامة ظللت تعتقد أنها نافذة تطل على الآخرين بحب، واعتادوا أن يأخذوا بثقافة جديدة، لابد أن يدفع، أو مفروض أن يُعطي.
قانن الأخذ والعطاء العام في المجتمع يجعل العاطي يغرد خارج السرب هذه الأيام، يشعره بالغربة، وبالمرارة، وبقسوة العالم الذي أصبح أفراده لا يمتلكون صفة الشكر التي ينبغي ألا تنحاز إلى شيء آخر عندما نأخذ غيرها.. علينا أن نشكر الله على نعمه، وما أكثرها، حتى وإن اعتقد البعض وهم كثر بأنهم لا يتمتعون بأي نعمة منها..
رغم أنهم أصحاء على الأقل وهذه أكبر نعمة من الممكن أن يظل العبد شاكراً الله سبحانه وتعالى عليها.
علينا أن نشكر من حولنا، والذين هم غير مجبرين على العطاء لنا في بعض الأحيان، مهما ضاقت عبارات الشكر رغم اتساعها في ثقافتنا ورغم تعدد مفرداتها في لغتنا..
في الظاهرة العامة هذه الأيام ينسى الكثير ما أخذوا ذات يوم، ولكنهم يتذكرون فقط ما لم يأخذوا..
ينسى الكثير ما أخذوا ذات يوم، ومع هذا النسيان المتزايد والمتعمد، والمتساوي بالجحود، يرفضون الرد للآخر إن احتاجهم مهما كانت ظروفه قاسية، ومهما كان احتياجه قوياً..
يا ويلك إن حاولت مضطراً تذكيرهم بجميل قمت به لهم ذات يوم وأنت في أعز ظروف الاحتياج.
ستسمع ما لا يحلو لك، وستأتيك أصوات لم تعتد على سماعها، وستتهم بقلة الأصل والمعايرة وهي من شيم غير الكرام، وستخضع لاعتبارات الخلاص منك وعدم الحاجة إليك، بعد أن أصبحت محوراً من محاور الشر المتساقطة على الأرض.
إنها ثقافة الجحود التي أصبحنا لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عنها .. ثقافة لك أن تنحاز إليّ، ولكن لن أنحاز إلا إلى نفسي.
ثقافة عليّ أن أمتلك ما أريده منك من مواقف مادية ومعنوية وتُصبح متآمراً، وخسيساً إن احتجت ذات يوم إلى الرد، أو حتى في المطالبة به.
عليك أن تنسى دائماً أنك أعطيت، وعليك أن تتذكر دوماً أنك لابد أن تعطي..
عليك أن تظل نهراً من العطاء، وتنسى إلى أين يتسرب هذا النهر رغم معرفتك أن منابعه أنت منبرها.
عليك أن تعتقد دوماً أن للآخرين حقوقاً لديك، لكن ليس لديك حقوق عليهم.
موطنك الوحيد هو العطاء، حتى وإن عجزت عنه ذات يوم عليك أن تحتمي به مفرّغاً دون البحث عن مواطن لديهم، أو الوقوف على عتباتهم التي سينقضي كل يقين لديك وأنت متوقف على أبواب تلك المسارات المفتوحة بينكما، وغير القادرة على فتح أبوابها للدخول إليهم بعد أن سُدت كل طرقاتها..
عليك أن تتعلم تلك الحكمة التي تقول (في كل مرة أخدم فيها إنساناً أغفر له مقدماً نكرانه للجميل) لكن هل تستطيع أنت ذلك؟ وهل من الممكن أن تعتاد على التعامل بأسلوب الجحود المتفشي؟
وفيما جاء من مرويات عن الناس وكيف حالهم: أنه لما قدم حاتم الأصم إلى الإمام أحمد رحمه الله.. قال له الإمام: أخبرني كيف السلامة مع الناس؟ فقال حاتم بثلاثة أشياء: (تعطيهم من مالك ولا تأخذ من مالهم، وتقضي لهم حقوقهم، ولا تطالبهم بحقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم".