د. أكرم رضا
تأتي الإجازة الصيفية بعد عام من الدراسة فيشعر الأبناء بالتحرر من القيود والمذاكرة، وتكثر أوقات الفراغ فتعاني الأسر من فراغ الأبناء، لكنَّ الدكتور أكرم رضا- المتخصص في التنمية البشرية والاجتماعية- يرى أنَّ الإجازة الصيفية فرصة جيدة للتقارب الأسري، ويمكن الارتقاء بالأبناء في تلك الإجازة من خلال التخطيط الجيد لها، وفي هذا الحوار يضع تصورًا للإجازة الفعالة وكيفية الاستفادة منها.. فإلى نص الحوار:
مع انتهاء الامتحانات كل عام تشعر الأسر أنها أصبحت في ورطة اسمها الإجازة الصيفية فلماذا يحدث هذا الارتباك؟ - الانتقال من حالٍ إلى حالٍ يحدث نوعًا من الخلل وعدم الاستقرار، والبيوت قبيل فترة الامتحانات وأثنائها لا تفكر سوى في مذاكرة الأبناء التي تُحدِث حالةً من الطوارئ في البيوت، ومع آخر يوم في الدراسة يتغير حالهم 180 درجةً، كما أنَّ فترة الامتحانات وما قبلها لا يكون فيها تفكير من الأسرة ماذا ستفعل في الإجازة، ولو مجرد اقتراحات حتى إذا ما انتهت الدراسة يقف الجميع أمام المشكلة.
وكيف تفكر الأسرة في الإجازة وهي تحاول ألا تعطل أبناءها عن المذاكرة، خاصةً وأنهم يجب أن يشتركوا في وضع برنامج الصيف؟ - بالفعل من المهم جدًا أن يشترك الأبناء في وضع برنامج الصيف حتى لا يشعروا أنهم مجرد منفذين لما يريده الآباء، كما أنَّ ذلك يجعل البرنامج أكثر واقعية؛ حيث إنَّ طموحات وتطلعات الأولاد كثيرًا ما تتعارض مع تصورات الآباء لا سيما عندما يكون الأبناء في مرحلة المراهقة، فالمشاركة في وضع برنامج الصيف يجعله مناسبًا للجميع. أضف إلى ذلك أنه من الأخطاء الشائعة في فترة الامتحانات أن الأسرة قد تجعل الأبناء في معسكر مغلق ممنوع الحديث مع الغير، ممنوع الأوقات البينية، ممنوع كذا وكذا، لكن الأسلوب الصحيح أن يكون هناك فترات بينية يتم فيها جلوس الأسرة معًا للتخفيف من حدة المذاكرة، ويمكن في هذه الفترات التفكير في برنامج الصيف، وبذلك نشجع الأبناء على المذاكرة، وإذ لم يتوفر ذلك الوقت فليكن في أثناء تناول الطعام، المهم أن يتم التفكير لوضع برنامج عام للأسرة خلال الإجازة، وتكون كل الأسرة مشاركة فيه.
وكيف تضع الأسرة برنامجًا للإجازة الصيفية يتناسب مع رغبات كل الأبناء؟ - أولاً قبل كل شيء يجب أن تتوافر الثقة بين الأبناء والوالدين في أنه ما يتفق عليه سوف ينفذ، وإلا سيشعر الأبناء أنَّ هذا الأمر مجرد وعود وأمان غير قابلة للتحقيق، وعندها سيفكرون في برنامجٍ خارج نطاق الأسرة مع الأصدقاء. ثم لا بد من إشراك كل الأبناء في وضع الخطة وتحدد المحاور الأساسية والأعمال التي يمكن عملها في فترة الصيف وأهداف الأسرة خلال هذه الأشهر، وكل يقدم اقتراحاته وأمنياته لهذه الفترة ثم بعد ذلك يتم عمل برنامج لهذه الأشهر يُراعى فيه الجانب الترفيهي والثقافي والتربوي. ويجب أن تقسم الخطة من حيث التنفيذ على ثلاثة مستويات: وقت يكون فيه الأب والأم هم المسئولين عن البرنامج، ومعنى ذلك أن تكون الأسرة كلها مع بعضها مثل أوقات المصايف أو الرحلات الأسرية، ووقت آخر يكون أحد الوالدين هو المسئول في حالة انشغال أحدهما للعمل أو لشيء آخر، ووقت يكون للأبناء وحدهم سواء مع بعضهم أو مع الأصدقاء، وبذلك يحقق البرنامج للأسرة متكاملاً.
هذا يدفعنا للحديث عن الأصدقاء، فكثير من الأسر تخشى على أبنائها من الأصدقاء، خاصةً في فترات الإجازة الصيفية، فكيف تُوفق الأسرة في المحافظة على أبنائها من أصدقاء السوء، ومع ذلك لا تجعلهم بمعزلٍ عن الآخرين؟ - الأصدقاء قبل فترة المراهقة غالبًا لا يخشى منهم؛ حيث يمكن للوالدين إبعاد أبنائهم عنهم إذا شعروا بالخطر منهم، والمشكلة الحقيقية تكون في فترة المراهقة خاصةً لدى الأبناء الذكور؛ حيث يشعر الولد بالاستقلالية عن الوالدين، ولا بد للآباء أن يدركوا ذلك فإذا أدركوا هذا الأمر وتعاملوا معه، كما أنَّ العلاقة بين الوالدين والأبناء إذا كانت مبنية على الثقة سارت الأمور بشكل طبيعي؛ حيث تكون الصراحة والوضوح بينهم عالية، وبذلك سيكون أصدقاء الأبناء هم أصدقاء الوالدين، وإذا شعر الوالدان بخطر من أحد أصدقاء الأبناء من خلال الحوار والثقة الموجودة يمكن إقناع الابن بالابتعاد عن هذا الصديق. وهناك أمور عامة يجب أن تكون متفقاً عليها داخل الأسرة، وهي الضوابط العامة التي تحكم العلاقات والحركة داخل البيت مثل أن تتناول الأسرة معًا أحد الوجبات في اليوم، وأن يكون هناك حد أقصى للأفراد لا يتأخرون فيه خارج المنزل مساءً، أن تكون الثقة والصدق والوضوح صفات حاكمة للعلاقات داخل البيت، وعند ذلك لن يخشى على الأبناء. في بعض الأحيان تكون الأسرة عاملة، بمعنى أن الأب والأم يعملان ويتركان الأولاد وحدهم خلال فترة الإجازة، فكيف يمكن للآباء في هذه الحالة المحافظة على أبنائهم؟ - الأفضل أن الأب والأم يجب أن ينسقوا أوقاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية من حيث الإجازات وأوقات الفراغ حتى يكون أحدهما متواجدًا مع الأبناء فترات كبيرة، كما يجب أن يشارك الآباء الأبناء بعض الأنشطة حتى يشعروا أنهم معًا طول الوقت، وليكن الوقت الذي يكون فيه الوالدان في العمل هو وقت الأبناء مع بعضهم أو مع الأصدقاء. وسائل الإعلام تستعد استعدادًا خاصًا لفترة الإجازة ولا يخفى حال هذه الوسائل من التركيز على الغرائز والإثارة، خاصةً الفضائيات والإنترنت، فهل يمكن للأسرة الاستفادة من وسائل الإعلام مع المحافظة على قيمها؟ - للأسف الشديد هناك صراع بين الأسرة ووسائل الإعلام، فالأسرة تشعر أنها إذا تركت أبناءها سيقعون فريسة لوسائل الإعلام، وكثير من وسائل الإعلام تحاول جذب الجمهور من خلال التركيز على الإثارة وما يهدم القيم والأخلاق، والخروج من ذلك هو برنامج الأسرة الذي تحدثنا عنه، والذي يشغل الأبناء ولا يتركهم غنيمة سهلة لهذه الوسائل، ويجب أن يشمل البرنامج مساعدة بعض أعمال وسائل الإعلام الجادة حتى لا يشعر الأبناء بالعداء لهذه الوسائل، بل هي مثل كثير من الأشياء بها الجيد والرديء، ويجب أن تكون فقرات وسائل الإعلام أثناء تواجد الأسرة كلها، وذلك بمشاهدة بعض الأعمال الدرامية الجادة أو بعض البرامج المفيدة، فإذا جعلت الأسرة وسائل الإعلام من خطتها فلن تحدث مشكلة، أما الإنترنت فيمكن الاستفادة منه في الحصول على معلومات عن موضوعات معينة أو التواصل مع الآخرين، وذلك أيضًا في إطار العمل الأسري. فترة الصيف فرصة جيدة لتنمية الوعي الثقافي، فكيف يمكن للأسرة الاستفادة من الإجازة في تنمية ثقافة أبنائها؟ - لا بد من إدراك التطورات التي حدثت الآن في وسائل المعرفة، والأبناء في فترة الصيف يكون جل اهتمامهم بالأعمال الترفيهية، كما أنَّ الأجيال الحالية مختلفة عن جيل الآباء، هذه الحقائق يجب أن يدركها الآباء وعليه يمكن أن يتعاملوا مع أبنائهم في هذا الجانب، فيمكن إشراك الأبناء في أحد النوادي وتشجيعهم على الدخول في المسابقات الثقافية، كما يمكن للأسرة عمل مسابقة داخلها خاصةً إذا كانت أسرة ممتدة بمعنى الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال، ويتم عمل جائزة لهذه المسابقة والتي يفضل أن تكون في شيء مفيد، وحسب هوايات أبنائها، ويجب تشجيع الأسرة لأبنائها في حفظ القرآن والسنة من خلال المسابقات أيضًا وعمل جوائز محببة للأبناء في ذلك كالرحلات والهدايا.
في المصايف يخشى الوالدان على الأبناء مما يحدث على الشواطئ، فما التصور المثالي للمصيف؟ - المصيف وسيلة ترفيهية تحاول الأسرة من خلاله الخروج من رتابة الحياة اليومية والتواجد معًا فترة كبيرة، ولكن الشواطئ غالبًا ما يكون بها مناظر غير لائقة بالنسبة للأسر المحافظة؛ ولذلك يجب على هذه الأسر أن تختار الشواطئ الهادئة، وأن يكون للأسرة برنامج ترفيهي وثقافي خلال فترة المصيف حتى يمكن الاستفادة من كل لحظة فيه، كما يجب أن يكون به فقرات حرة كل يفعل ما يريد في إطار الضوابط العامة، أما الخروج للشاطئ فيفضل أن يكون إما في الصباح قبيل أشعة الشمس المحرقة وازدحام الشاطئ، أو في آخر اليوم، وعمومًا فإنَّ التربية تلعب دورًا مهمًا في سلوك الأفراد خلال فترات المصايف.
بعض المدارس تقوم بعمل نشاط ثقافي وترفيهي في فترة الإجازة الصيفية، فهل لهذا النشاط جدوى وفاعلية لدى التلاميذ؟ - هذا العمل شيء طيب، لكن البرنامج الثقافي مع الأسرة خلال هذه الفترة أفضل؛ حيث أنه يقوي العلاقات داخل الأسرة، كما أنه يمكن من خلاله تقويم بعض السلوكيات التي يرى الوالدان أنَّ أبناءهم في حاجةٍ إليها، أما إذا كان الوالدان يعملان فإنَّ مثل هذه الأنشطة تكون أكثر إفادةً للأبناء؛ حيث تستوعب أوقاتهم وطاقاتهم.
تأتي الإجازة الصيفية بعد عام من الدراسة فيشعر الأبناء بالتحرر من القيود والمذاكرة، وتكثر أوقات الفراغ فتعاني الأسر من فراغ الأبناء، لكنَّ الدكتور أكرم رضا- المتخصص في التنمية البشرية والاجتماعية- يرى أنَّ الإجازة الصيفية فرصة جيدة للتقارب الأسري، ويمكن الارتقاء بالأبناء في تلك الإجازة من خلال التخطيط الجيد لها، وفي هذا الحوار يضع تصورًا للإجازة الفعالة وكيفية الاستفادة منها.. فإلى نص الحوار:
مع انتهاء الامتحانات كل عام تشعر الأسر أنها أصبحت في ورطة اسمها الإجازة الصيفية فلماذا يحدث هذا الارتباك؟ - الانتقال من حالٍ إلى حالٍ يحدث نوعًا من الخلل وعدم الاستقرار، والبيوت قبيل فترة الامتحانات وأثنائها لا تفكر سوى في مذاكرة الأبناء التي تُحدِث حالةً من الطوارئ في البيوت، ومع آخر يوم في الدراسة يتغير حالهم 180 درجةً، كما أنَّ فترة الامتحانات وما قبلها لا يكون فيها تفكير من الأسرة ماذا ستفعل في الإجازة، ولو مجرد اقتراحات حتى إذا ما انتهت الدراسة يقف الجميع أمام المشكلة.
وكيف تفكر الأسرة في الإجازة وهي تحاول ألا تعطل أبناءها عن المذاكرة، خاصةً وأنهم يجب أن يشتركوا في وضع برنامج الصيف؟ - بالفعل من المهم جدًا أن يشترك الأبناء في وضع برنامج الصيف حتى لا يشعروا أنهم مجرد منفذين لما يريده الآباء، كما أنَّ ذلك يجعل البرنامج أكثر واقعية؛ حيث إنَّ طموحات وتطلعات الأولاد كثيرًا ما تتعارض مع تصورات الآباء لا سيما عندما يكون الأبناء في مرحلة المراهقة، فالمشاركة في وضع برنامج الصيف يجعله مناسبًا للجميع. أضف إلى ذلك أنه من الأخطاء الشائعة في فترة الامتحانات أن الأسرة قد تجعل الأبناء في معسكر مغلق ممنوع الحديث مع الغير، ممنوع الأوقات البينية، ممنوع كذا وكذا، لكن الأسلوب الصحيح أن يكون هناك فترات بينية يتم فيها جلوس الأسرة معًا للتخفيف من حدة المذاكرة، ويمكن في هذه الفترات التفكير في برنامج الصيف، وبذلك نشجع الأبناء على المذاكرة، وإذ لم يتوفر ذلك الوقت فليكن في أثناء تناول الطعام، المهم أن يتم التفكير لوضع برنامج عام للأسرة خلال الإجازة، وتكون كل الأسرة مشاركة فيه.
وكيف تضع الأسرة برنامجًا للإجازة الصيفية يتناسب مع رغبات كل الأبناء؟ - أولاً قبل كل شيء يجب أن تتوافر الثقة بين الأبناء والوالدين في أنه ما يتفق عليه سوف ينفذ، وإلا سيشعر الأبناء أنَّ هذا الأمر مجرد وعود وأمان غير قابلة للتحقيق، وعندها سيفكرون في برنامجٍ خارج نطاق الأسرة مع الأصدقاء. ثم لا بد من إشراك كل الأبناء في وضع الخطة وتحدد المحاور الأساسية والأعمال التي يمكن عملها في فترة الصيف وأهداف الأسرة خلال هذه الأشهر، وكل يقدم اقتراحاته وأمنياته لهذه الفترة ثم بعد ذلك يتم عمل برنامج لهذه الأشهر يُراعى فيه الجانب الترفيهي والثقافي والتربوي. ويجب أن تقسم الخطة من حيث التنفيذ على ثلاثة مستويات: وقت يكون فيه الأب والأم هم المسئولين عن البرنامج، ومعنى ذلك أن تكون الأسرة كلها مع بعضها مثل أوقات المصايف أو الرحلات الأسرية، ووقت آخر يكون أحد الوالدين هو المسئول في حالة انشغال أحدهما للعمل أو لشيء آخر، ووقت يكون للأبناء وحدهم سواء مع بعضهم أو مع الأصدقاء، وبذلك يحقق البرنامج للأسرة متكاملاً.
هذا يدفعنا للحديث عن الأصدقاء، فكثير من الأسر تخشى على أبنائها من الأصدقاء، خاصةً في فترات الإجازة الصيفية، فكيف تُوفق الأسرة في المحافظة على أبنائها من أصدقاء السوء، ومع ذلك لا تجعلهم بمعزلٍ عن الآخرين؟ - الأصدقاء قبل فترة المراهقة غالبًا لا يخشى منهم؛ حيث يمكن للوالدين إبعاد أبنائهم عنهم إذا شعروا بالخطر منهم، والمشكلة الحقيقية تكون في فترة المراهقة خاصةً لدى الأبناء الذكور؛ حيث يشعر الولد بالاستقلالية عن الوالدين، ولا بد للآباء أن يدركوا ذلك فإذا أدركوا هذا الأمر وتعاملوا معه، كما أنَّ العلاقة بين الوالدين والأبناء إذا كانت مبنية على الثقة سارت الأمور بشكل طبيعي؛ حيث تكون الصراحة والوضوح بينهم عالية، وبذلك سيكون أصدقاء الأبناء هم أصدقاء الوالدين، وإذا شعر الوالدان بخطر من أحد أصدقاء الأبناء من خلال الحوار والثقة الموجودة يمكن إقناع الابن بالابتعاد عن هذا الصديق. وهناك أمور عامة يجب أن تكون متفقاً عليها داخل الأسرة، وهي الضوابط العامة التي تحكم العلاقات والحركة داخل البيت مثل أن تتناول الأسرة معًا أحد الوجبات في اليوم، وأن يكون هناك حد أقصى للأفراد لا يتأخرون فيه خارج المنزل مساءً، أن تكون الثقة والصدق والوضوح صفات حاكمة للعلاقات داخل البيت، وعند ذلك لن يخشى على الأبناء. في بعض الأحيان تكون الأسرة عاملة، بمعنى أن الأب والأم يعملان ويتركان الأولاد وحدهم خلال فترة الإجازة، فكيف يمكن للآباء في هذه الحالة المحافظة على أبنائهم؟ - الأفضل أن الأب والأم يجب أن ينسقوا أوقاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية من حيث الإجازات وأوقات الفراغ حتى يكون أحدهما متواجدًا مع الأبناء فترات كبيرة، كما يجب أن يشارك الآباء الأبناء بعض الأنشطة حتى يشعروا أنهم معًا طول الوقت، وليكن الوقت الذي يكون فيه الوالدان في العمل هو وقت الأبناء مع بعضهم أو مع الأصدقاء. وسائل الإعلام تستعد استعدادًا خاصًا لفترة الإجازة ولا يخفى حال هذه الوسائل من التركيز على الغرائز والإثارة، خاصةً الفضائيات والإنترنت، فهل يمكن للأسرة الاستفادة من وسائل الإعلام مع المحافظة على قيمها؟ - للأسف الشديد هناك صراع بين الأسرة ووسائل الإعلام، فالأسرة تشعر أنها إذا تركت أبناءها سيقعون فريسة لوسائل الإعلام، وكثير من وسائل الإعلام تحاول جذب الجمهور من خلال التركيز على الإثارة وما يهدم القيم والأخلاق، والخروج من ذلك هو برنامج الأسرة الذي تحدثنا عنه، والذي يشغل الأبناء ولا يتركهم غنيمة سهلة لهذه الوسائل، ويجب أن يشمل البرنامج مساعدة بعض أعمال وسائل الإعلام الجادة حتى لا يشعر الأبناء بالعداء لهذه الوسائل، بل هي مثل كثير من الأشياء بها الجيد والرديء، ويجب أن تكون فقرات وسائل الإعلام أثناء تواجد الأسرة كلها، وذلك بمشاهدة بعض الأعمال الدرامية الجادة أو بعض البرامج المفيدة، فإذا جعلت الأسرة وسائل الإعلام من خطتها فلن تحدث مشكلة، أما الإنترنت فيمكن الاستفادة منه في الحصول على معلومات عن موضوعات معينة أو التواصل مع الآخرين، وذلك أيضًا في إطار العمل الأسري. فترة الصيف فرصة جيدة لتنمية الوعي الثقافي، فكيف يمكن للأسرة الاستفادة من الإجازة في تنمية ثقافة أبنائها؟ - لا بد من إدراك التطورات التي حدثت الآن في وسائل المعرفة، والأبناء في فترة الصيف يكون جل اهتمامهم بالأعمال الترفيهية، كما أنَّ الأجيال الحالية مختلفة عن جيل الآباء، هذه الحقائق يجب أن يدركها الآباء وعليه يمكن أن يتعاملوا مع أبنائهم في هذا الجانب، فيمكن إشراك الأبناء في أحد النوادي وتشجيعهم على الدخول في المسابقات الثقافية، كما يمكن للأسرة عمل مسابقة داخلها خاصةً إذا كانت أسرة ممتدة بمعنى الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال، ويتم عمل جائزة لهذه المسابقة والتي يفضل أن تكون في شيء مفيد، وحسب هوايات أبنائها، ويجب تشجيع الأسرة لأبنائها في حفظ القرآن والسنة من خلال المسابقات أيضًا وعمل جوائز محببة للأبناء في ذلك كالرحلات والهدايا.
في المصايف يخشى الوالدان على الأبناء مما يحدث على الشواطئ، فما التصور المثالي للمصيف؟ - المصيف وسيلة ترفيهية تحاول الأسرة من خلاله الخروج من رتابة الحياة اليومية والتواجد معًا فترة كبيرة، ولكن الشواطئ غالبًا ما يكون بها مناظر غير لائقة بالنسبة للأسر المحافظة؛ ولذلك يجب على هذه الأسر أن تختار الشواطئ الهادئة، وأن يكون للأسرة برنامج ترفيهي وثقافي خلال فترة المصيف حتى يمكن الاستفادة من كل لحظة فيه، كما يجب أن يكون به فقرات حرة كل يفعل ما يريد في إطار الضوابط العامة، أما الخروج للشاطئ فيفضل أن يكون إما في الصباح قبيل أشعة الشمس المحرقة وازدحام الشاطئ، أو في آخر اليوم، وعمومًا فإنَّ التربية تلعب دورًا مهمًا في سلوك الأفراد خلال فترات المصايف.
بعض المدارس تقوم بعمل نشاط ثقافي وترفيهي في فترة الإجازة الصيفية، فهل لهذا النشاط جدوى وفاعلية لدى التلاميذ؟ - هذا العمل شيء طيب، لكن البرنامج الثقافي مع الأسرة خلال هذه الفترة أفضل؛ حيث أنه يقوي العلاقات داخل الأسرة، كما أنه يمكن من خلاله تقويم بعض السلوكيات التي يرى الوالدان أنَّ أبناءهم في حاجةٍ إليها، أما إذا كان الوالدان يعملان فإنَّ مثل هذه الأنشطة تكون أكثر إفادةً للأبناء؛ حيث تستوعب أوقاتهم وطاقاتهم.