د. عبد الله الحريري
إن أي مجتمع تنتشر فيه قيم الحوار والتفاهم، يعد مجتمعا صحيا واثقا من قدراته ومن قيمه، وهذه الحقيقة أدركها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، لهذا دعم تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ليكون واحدة من مؤسسات المجتمع المدني، يأخذ على عاتقه تحقيق الوسائل العملية لتحقيق غايات ومقاصد الحوار والتفاهم لتنمية الألفة بين أفراد المجتمع الواحد، بل من أجل نشر قيم وأهداف الحوار النبيلة ولتي يعد من أهمها تعزيز مشاركة أبناء وبنات المملكة في مناقشة همومهم وقضاياهم وتطلعاتهم. وغني عن القول أن الحوار يسهم مساهمة قوية في المحافظة على الأمن الفكري من خلال النقاش في قضايا وهموم المواطن الحياتية والمعيشية كافة، حيث يتم تبادل الآراء والأفكار للوصول إلى رؤية واحدة أو إلى حلول لتعزيز الوحدة الوطنية.
لم يعد يخفى على أحد أهمية الحوار، ليس في مجتمع واحد وحسب، إنما للبشرية بأسرها، فمن خلال تجارب الأمم والشعوب ومن قصص تملأ كتب التاريخ، يتضح أن الحوار أسهم على مدى الأزمان والعصور في معالجة الكثير من القضايا التي كانت ستتحول لحروب طاحنة بين الفرقاء، وهو أيضا ــــ أي الحوار ـــــ عندما يغيب تظهر مكانه القوة والغضب والعنف والهدم والقسوة فضلا عن الحروب والتقاتل.
ورغم أن الحوار يعتبر من قيم الإنسان الداخلية التي تولد معه، بل يعتبر البعض من العلماء أن التواصل بين الناس بعضهم بعضا حوار بطريقة أو أخرى، إلا أننا نفتقده ــــ مع الأسف ــــ في كثير من الأوقات ويغيب في عدة أمكان. بل نشاهد الخصومات التي تحدث داخل الأسرة الواحدة، سواء بين الزوجين أو الإخوة أو الأقارب، فضلا عن زملاء العمل والأصدقاء.. وأتذكر عندما قرأت في يوم خبرا عن ارتفاع معدلات الطلاق، علقت بأن هذا مؤشر لارتفاع معدلات عدم الحوار، فإذا ألغيت لغة الحوار والتفاهم حل مكانها لغة القسوة والغضب، وأيضا القرارات المستعجلة التي تهدم الأسرة وتفكك كيانها وتهز ترابطها.
ومن هذه الجزئية أتناول نقطة جديرة بالنقاش والبحث، وفي ظني أنه قد يكون سبق طرحها بطريقة أو أخرى، لكنني أعتقد أن العمل على تحقيقها بات اليوم مطلبا ملحا أكثر من كونه مقترحا عابرا، وهو إدخال قيم الحوار لمناهجنا الدراسية، وأقصد على وجه الخصوص المناهج الدراسية للسنوات الأولية، فالطفل عندما يفتح عينيه على مبادئ وطرق وأساليب الحوار، في الحقيقة نكون علمناه كيف يكون ابننا بارا بأمه وأبيه، وكيف يكون زوجا في المستقبل محترما منتجا، وكيف يكون أيضا شابا مسؤولا لا طائشا معتديا على حقوق الآخرين.
إن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يعتبر الأساس، والذي أتمنى أن نشاهده يقوم بأدوار أعظم وأكبر في حراك المجتمع وأن يسهم في وضع رؤية لتطوير منهج دراسي مناسب للنشء، كما نتطلع إلى أن يقوم بأدوار أخرى تصل لمفاصل وأجزاء مملكتنا الحبيبة ببرامج وورش عمل وندوات غير تلك التي تكون رئيسة وتنحصر إقامتها في المدن الكبرى وحسب.
غني عن القول أن الإنسان يقضي حياته في حوارات مع نفسه ومع الآخرين، ولو أن الحوارات لا تفسر تفسيرات سلبية في كثير من الأحيان لعاش الناس في سلام وطمأنينة، لكن تبقى المشكلة في تأويلنا ومعتقداتنا، فهي من يتحكم في كثير من قراراتنا، وبالتالي في علاقاتنا وتفاهمنا.
الاختلافات في أساليب ومهارات التعبير ليست السبب وراء الصراعات البشرية، لكن بقدر ما تفهم هذه الأساليب وتدرك معرفيا بقدر ما يكون هناك استقرار وتطور، ويمكن أن نشبه الحوارات المتعصبة والمتطرفة والمتشنجة بالعواصف المدمرة عندما تجتاح أي مدينة، فهي لا تعرف ما تحتها عندما يحتاج ولا تقدر حجم الخسائر والدمار الذي تحدثه وتنتقل من مكان إلى آخر إلى أن تخمد. لذا لنهتم بنشر فضيلة الحوار بخطة ورؤية أوضح.
إن أي مجتمع تنتشر فيه قيم الحوار والتفاهم، يعد مجتمعا صحيا واثقا من قدراته ومن قيمه، وهذه الحقيقة أدركها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، لهذا دعم تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ليكون واحدة من مؤسسات المجتمع المدني، يأخذ على عاتقه تحقيق الوسائل العملية لتحقيق غايات ومقاصد الحوار والتفاهم لتنمية الألفة بين أفراد المجتمع الواحد، بل من أجل نشر قيم وأهداف الحوار النبيلة ولتي يعد من أهمها تعزيز مشاركة أبناء وبنات المملكة في مناقشة همومهم وقضاياهم وتطلعاتهم. وغني عن القول أن الحوار يسهم مساهمة قوية في المحافظة على الأمن الفكري من خلال النقاش في قضايا وهموم المواطن الحياتية والمعيشية كافة، حيث يتم تبادل الآراء والأفكار للوصول إلى رؤية واحدة أو إلى حلول لتعزيز الوحدة الوطنية.
لم يعد يخفى على أحد أهمية الحوار، ليس في مجتمع واحد وحسب، إنما للبشرية بأسرها، فمن خلال تجارب الأمم والشعوب ومن قصص تملأ كتب التاريخ، يتضح أن الحوار أسهم على مدى الأزمان والعصور في معالجة الكثير من القضايا التي كانت ستتحول لحروب طاحنة بين الفرقاء، وهو أيضا ــــ أي الحوار ـــــ عندما يغيب تظهر مكانه القوة والغضب والعنف والهدم والقسوة فضلا عن الحروب والتقاتل.
ورغم أن الحوار يعتبر من قيم الإنسان الداخلية التي تولد معه، بل يعتبر البعض من العلماء أن التواصل بين الناس بعضهم بعضا حوار بطريقة أو أخرى، إلا أننا نفتقده ــــ مع الأسف ــــ في كثير من الأوقات ويغيب في عدة أمكان. بل نشاهد الخصومات التي تحدث داخل الأسرة الواحدة، سواء بين الزوجين أو الإخوة أو الأقارب، فضلا عن زملاء العمل والأصدقاء.. وأتذكر عندما قرأت في يوم خبرا عن ارتفاع معدلات الطلاق، علقت بأن هذا مؤشر لارتفاع معدلات عدم الحوار، فإذا ألغيت لغة الحوار والتفاهم حل مكانها لغة القسوة والغضب، وأيضا القرارات المستعجلة التي تهدم الأسرة وتفكك كيانها وتهز ترابطها.
ومن هذه الجزئية أتناول نقطة جديرة بالنقاش والبحث، وفي ظني أنه قد يكون سبق طرحها بطريقة أو أخرى، لكنني أعتقد أن العمل على تحقيقها بات اليوم مطلبا ملحا أكثر من كونه مقترحا عابرا، وهو إدخال قيم الحوار لمناهجنا الدراسية، وأقصد على وجه الخصوص المناهج الدراسية للسنوات الأولية، فالطفل عندما يفتح عينيه على مبادئ وطرق وأساليب الحوار، في الحقيقة نكون علمناه كيف يكون ابننا بارا بأمه وأبيه، وكيف يكون زوجا في المستقبل محترما منتجا، وكيف يكون أيضا شابا مسؤولا لا طائشا معتديا على حقوق الآخرين.
إن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يعتبر الأساس، والذي أتمنى أن نشاهده يقوم بأدوار أعظم وأكبر في حراك المجتمع وأن يسهم في وضع رؤية لتطوير منهج دراسي مناسب للنشء، كما نتطلع إلى أن يقوم بأدوار أخرى تصل لمفاصل وأجزاء مملكتنا الحبيبة ببرامج وورش عمل وندوات غير تلك التي تكون رئيسة وتنحصر إقامتها في المدن الكبرى وحسب.
غني عن القول أن الإنسان يقضي حياته في حوارات مع نفسه ومع الآخرين، ولو أن الحوارات لا تفسر تفسيرات سلبية في كثير من الأحيان لعاش الناس في سلام وطمأنينة، لكن تبقى المشكلة في تأويلنا ومعتقداتنا، فهي من يتحكم في كثير من قراراتنا، وبالتالي في علاقاتنا وتفاهمنا.
الاختلافات في أساليب ومهارات التعبير ليست السبب وراء الصراعات البشرية، لكن بقدر ما تفهم هذه الأساليب وتدرك معرفيا بقدر ما يكون هناك استقرار وتطور، ويمكن أن نشبه الحوارات المتعصبة والمتطرفة والمتشنجة بالعواصف المدمرة عندما تجتاح أي مدينة، فهي لا تعرف ما تحتها عندما يحتاج ولا تقدر حجم الخسائر والدمار الذي تحدثه وتنتقل من مكان إلى آخر إلى أن تخمد. لذا لنهتم بنشر فضيلة الحوار بخطة ورؤية أوضح.