كلمة الاقتصادية
منذ أن وحّد المؤسِّس الملك عبد العزيز البلاد أصبح تطوير قدرات الإنسان السعودي هو الرسالة الحقيقية التي تعمل عليها السعودية. فلقد عمل المؤسِّس، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة، على تطوير القدرات الذاتية للمملكة من خلال بناء موارد اقتصادية تساعد على تطوير البنى التحتية، ووفقاً لهذه الرسالة تمت الاستعانة بأفضل الخبراء في العالم، وتم تأسيس شراكات عالمية مع أطراف دولية متعددة أسهمت في استخراج كنوز الأرض واستصلاحها؛ لتبدأ أسطورة التحوّل من اقتصاد ريفي رعوي فقير جداً تأكل الصحراء منه أكثر مما تعطيه، إلى اقتصاد عالمي عملاق ومتطور ينير الأرض من شرقها إلى غربها بخيرات صحرائه، كل ذلك أنجز وفق رؤية ورسالة واضحة والتزام صارم بالتنفيذ مهما كانت العقبات والعوائق.
واليوم، وبعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين، مقاليد الحكم أطلق رسالته الجديدة، عندما قال: إن الشباب والتعليم هما ثروة المملكة القادمة. ولأن ثقافة الأمة ولعقود من الزمن بُنيت على الاعتماد على طرف ثان ذي خبرات وتعليم أرقى، فإن نزع مثل هذه الثقافة ليس بالأمر اليسير ولا بالقضية العابرة. ورغم أن الملك، حفظه الله، أطلق رسالته ومنذ توليه مقاليد الحكم بدأ حملة واسعة للابتعاث وفتح الجامعات والكليات في كل شبر من أرض هذا الوطن، حتى تم إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كنبراس هدى للمرحلة القادمة وهي التي افتتحها بنفسه، وقال: إنها حلم قديم تحقق، فكأنما الحلم ليس الجامعة ''كجامعة''، بل مستوى التعليم المقصود والتقدم الذي يرغب فيه، حفظه الله.
وهكذا بدأت القافلة تسير وبدأت الثقافة الجديدة تسري في المجتمع بهدوء ودون انفعالات قد تقود الركب إلى غير المقصود، وبدأت الرسالة الواضحة تنعكس على الكثير من الأفكار الاقتصادية سواء في مجال سوق العمل أو القطاعات الإنتاجية بكل أنواعها، وآخرها وليس بالأخير ما أطلقه المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، من مبادرة جادة نحو تأهيل وتطوير قدرات الإنسان السعودي في إدارة صناعة النفط والتقنية، واعتبار ذلك أولوية جديدة للوزارة ضمن خططها الاستراتيجية، حيث جاء إطلاق تلك المبادرة بخطوات عملية مع توقيع مذكرة تفاهم للتوسع في إنشاء معهد تقني لخدمات البترول في الخفجي. نعم كان التدريب ولم يزل جزءاً من أعمال شركات البترول، لكن الجديد في تصريحات الوزير هو أن التطوير المقصود للكوادر السعودية في المرحلة المقبلة يأتي نحو التأهيل المنتهي بتسلُّم زمام القيادة في مفاصل الصناعة في المملكة عموماً، والصناعات المرتبطة بالنفط على وجه الخصوص. ولأن الرسالة من القيادة واضحة، فلا بد أن تتناغم المؤسسات التنفيذية في البلاد لتحقيقها. من هنا لم تأت مبادرة وزارة البترول مع طرف من الخارج، بل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمعهد التقني السعودي لخدمات البترول وشركة أرامكو.
وهكذا تتجمّع الصور الجزئية لتخلق الإنجاز، وبهذا كانت أهم أعمال القائد الفذ أن يخلق رؤية صادقة طموحة يمكن تحقيقها ورسالة واضحة إلى التنفيذيين من تحته، وأن يصل هذا التواصل إلى درجة التناغم في العمل، حتى لكأنها موسيقى تسري في شرايين المؤسسات وتغذيها بالثقافة الجديدة، فأصبحنا اليوم نسمع الحديث عن الشباب والشابات قبل الحديث عن النفط في خطاب وزير ''الثروة'' في المملكة، فكأنما أصبحت ثروة البلد في شبابها، وهذا ما أطلقه خادم الحرمين الشريفين قبل أكثر من سبع سنوات.
منذ أن وحّد المؤسِّس الملك عبد العزيز البلاد أصبح تطوير قدرات الإنسان السعودي هو الرسالة الحقيقية التي تعمل عليها السعودية. فلقد عمل المؤسِّس، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة، على تطوير القدرات الذاتية للمملكة من خلال بناء موارد اقتصادية تساعد على تطوير البنى التحتية، ووفقاً لهذه الرسالة تمت الاستعانة بأفضل الخبراء في العالم، وتم تأسيس شراكات عالمية مع أطراف دولية متعددة أسهمت في استخراج كنوز الأرض واستصلاحها؛ لتبدأ أسطورة التحوّل من اقتصاد ريفي رعوي فقير جداً تأكل الصحراء منه أكثر مما تعطيه، إلى اقتصاد عالمي عملاق ومتطور ينير الأرض من شرقها إلى غربها بخيرات صحرائه، كل ذلك أنجز وفق رؤية ورسالة واضحة والتزام صارم بالتنفيذ مهما كانت العقبات والعوائق.
واليوم، وبعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين، مقاليد الحكم أطلق رسالته الجديدة، عندما قال: إن الشباب والتعليم هما ثروة المملكة القادمة. ولأن ثقافة الأمة ولعقود من الزمن بُنيت على الاعتماد على طرف ثان ذي خبرات وتعليم أرقى، فإن نزع مثل هذه الثقافة ليس بالأمر اليسير ولا بالقضية العابرة. ورغم أن الملك، حفظه الله، أطلق رسالته ومنذ توليه مقاليد الحكم بدأ حملة واسعة للابتعاث وفتح الجامعات والكليات في كل شبر من أرض هذا الوطن، حتى تم إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كنبراس هدى للمرحلة القادمة وهي التي افتتحها بنفسه، وقال: إنها حلم قديم تحقق، فكأنما الحلم ليس الجامعة ''كجامعة''، بل مستوى التعليم المقصود والتقدم الذي يرغب فيه، حفظه الله.
وهكذا بدأت القافلة تسير وبدأت الثقافة الجديدة تسري في المجتمع بهدوء ودون انفعالات قد تقود الركب إلى غير المقصود، وبدأت الرسالة الواضحة تنعكس على الكثير من الأفكار الاقتصادية سواء في مجال سوق العمل أو القطاعات الإنتاجية بكل أنواعها، وآخرها وليس بالأخير ما أطلقه المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، من مبادرة جادة نحو تأهيل وتطوير قدرات الإنسان السعودي في إدارة صناعة النفط والتقنية، واعتبار ذلك أولوية جديدة للوزارة ضمن خططها الاستراتيجية، حيث جاء إطلاق تلك المبادرة بخطوات عملية مع توقيع مذكرة تفاهم للتوسع في إنشاء معهد تقني لخدمات البترول في الخفجي. نعم كان التدريب ولم يزل جزءاً من أعمال شركات البترول، لكن الجديد في تصريحات الوزير هو أن التطوير المقصود للكوادر السعودية في المرحلة المقبلة يأتي نحو التأهيل المنتهي بتسلُّم زمام القيادة في مفاصل الصناعة في المملكة عموماً، والصناعات المرتبطة بالنفط على وجه الخصوص. ولأن الرسالة من القيادة واضحة، فلا بد أن تتناغم المؤسسات التنفيذية في البلاد لتحقيقها. من هنا لم تأت مبادرة وزارة البترول مع طرف من الخارج، بل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمعهد التقني السعودي لخدمات البترول وشركة أرامكو.
وهكذا تتجمّع الصور الجزئية لتخلق الإنجاز، وبهذا كانت أهم أعمال القائد الفذ أن يخلق رؤية صادقة طموحة يمكن تحقيقها ورسالة واضحة إلى التنفيذيين من تحته، وأن يصل هذا التواصل إلى درجة التناغم في العمل، حتى لكأنها موسيقى تسري في شرايين المؤسسات وتغذيها بالثقافة الجديدة، فأصبحنا اليوم نسمع الحديث عن الشباب والشابات قبل الحديث عن النفط في خطاب وزير ''الثروة'' في المملكة، فكأنما أصبحت ثروة البلد في شبابها، وهذا ما أطلقه خادم الحرمين الشريفين قبل أكثر من سبع سنوات.