"هذا متخلف!" "المجتمع الفلاني متخلف"، جملٌ تطرق أسماعنا دائماً، توصف دولٌ بالتخلف مقارنة بأخرى متقدمة، تختلف المعايير ويبقى هذا المصطلح يشوبه بعض الغموض.
نشأ مصطلح التخلف بعد نهاية الحرب العالمية الثانية – تقريباً -، حيث بدأ جلياً نمو وتطور عدة بلدان في مجالات متنوعة مقارنة بأخريات ما زالت تعيش في كهوف التخلف.
هنالك العديد من الأساليب لقياس مدى تقدم الدول، وهي في غالبها تعتمد على الوضع الاقتصادي ومدى نموه أكثر من اعتمادها على جوانب حياتية أهم. ولذا يغفل الكثير عن التحدث عن المعيار الحقيقي للتقدم والتخلف، هذا المعيار الذي يشكل انعكاسا للأوضاع في شتى الدول، إن التخلف الحقيقي هو ذلك القصور في تفكير غالبية أفراد المجتمع المتخلف، حيث يترجمه تدني أسلوب الحياة وقلة الفاعلية والنظرة السطحية للأحداث.
من هنا تنشأ مشكلة الاهتمام بتنمية الأشياء عوضاً عن تنمية الإنسان روحاً وعقلاً وجسداً، ففي المجتمعات المتحضرة المتقدمة يعتبر الإنسان محور التنمية وعنصرها الأساسي، حيث لا يُلتفت إلى الصناعات والإنشاءات قبل التعمق في تنمية تعليمه والاهتمام بصحته وتطوير تفكيره من خلال تشجيع الإبداع وصقل المواهب وتكثيف نشر الأفكار الحضارية وغيرها.
أول علامات تخلف الإنسان تظهر من خلال منهجية التفكير لديه، والتي تنتج عنها أقوال وأفعال وتصورات تعكس كمية التخلف لديه.
لذا فالعقلية المتخلفة تتضح من خلال عدة زوايا منها:
- يفتقر لمنهجية عميقة في فهم واقعه الشخصي، حيث إن فهمه لذاته ولمن حوله لا يعدو أن يكون انطباعاً سطحياً تبرمج عليه منذ نشأته، لا يمتلك طريقة ملائمة للتفكير فيما يستجد في حياته، التخبط والتراجع منهجه، ولذا يفتقر للفهم الأقرب للحقيقة في واقع مجتمعه وما يدور فيه وفي العالم من حوله.
- يشعر بالضيق والأسى حين يجد غيره يخالف رأيه، يعتبر ذلك إهانة له وتقليلاً من شأنه، الحسد والغيرة طبعه، يعتبر نجاح الآخرين علامة فشله.
- يفكر في اتجاه واحد ويتعصب له، يتحدث أكثر مما ينصت، لم تعتد عينه النظر إلى الأبعاد المختلفة لجسم المشكلة، كما أنه يعيش خارج عصره.
- يطير مع كل خبر أو قضية بانفعال، يرسل بجواله ويكتب في الإنترنت كل ما يراه ملفتاً مختلفاً صارخاً دون أدنى تأمل أو تفكير في واقعية الأمور والأخبار والتحليلات.
صفات كثيرة جداً للعقلية المتخلفة يطول سردها، لذا يتضح أن بإمكاننا معرفة ما إذا كان مجتمع ما متخلفاً إذا وجدنا أن الغالبية الساحقة منه من أصحاب تلك العقلية، وبهذا فلا تنمية ولا تقدم ولا حضارة بدون البدء بتحسين تفكير الإنسان ووعيه.
د. بندر آل جلالة
نقلآ عن الوطن اون لاين
نشأ مصطلح التخلف بعد نهاية الحرب العالمية الثانية – تقريباً -، حيث بدأ جلياً نمو وتطور عدة بلدان في مجالات متنوعة مقارنة بأخريات ما زالت تعيش في كهوف التخلف.
هنالك العديد من الأساليب لقياس مدى تقدم الدول، وهي في غالبها تعتمد على الوضع الاقتصادي ومدى نموه أكثر من اعتمادها على جوانب حياتية أهم. ولذا يغفل الكثير عن التحدث عن المعيار الحقيقي للتقدم والتخلف، هذا المعيار الذي يشكل انعكاسا للأوضاع في شتى الدول، إن التخلف الحقيقي هو ذلك القصور في تفكير غالبية أفراد المجتمع المتخلف، حيث يترجمه تدني أسلوب الحياة وقلة الفاعلية والنظرة السطحية للأحداث.
من هنا تنشأ مشكلة الاهتمام بتنمية الأشياء عوضاً عن تنمية الإنسان روحاً وعقلاً وجسداً، ففي المجتمعات المتحضرة المتقدمة يعتبر الإنسان محور التنمية وعنصرها الأساسي، حيث لا يُلتفت إلى الصناعات والإنشاءات قبل التعمق في تنمية تعليمه والاهتمام بصحته وتطوير تفكيره من خلال تشجيع الإبداع وصقل المواهب وتكثيف نشر الأفكار الحضارية وغيرها.
أول علامات تخلف الإنسان تظهر من خلال منهجية التفكير لديه، والتي تنتج عنها أقوال وأفعال وتصورات تعكس كمية التخلف لديه.
لذا فالعقلية المتخلفة تتضح من خلال عدة زوايا منها:
- يفتقر لمنهجية عميقة في فهم واقعه الشخصي، حيث إن فهمه لذاته ولمن حوله لا يعدو أن يكون انطباعاً سطحياً تبرمج عليه منذ نشأته، لا يمتلك طريقة ملائمة للتفكير فيما يستجد في حياته، التخبط والتراجع منهجه، ولذا يفتقر للفهم الأقرب للحقيقة في واقع مجتمعه وما يدور فيه وفي العالم من حوله.
- يشعر بالضيق والأسى حين يجد غيره يخالف رأيه، يعتبر ذلك إهانة له وتقليلاً من شأنه، الحسد والغيرة طبعه، يعتبر نجاح الآخرين علامة فشله.
- يفكر في اتجاه واحد ويتعصب له، يتحدث أكثر مما ينصت، لم تعتد عينه النظر إلى الأبعاد المختلفة لجسم المشكلة، كما أنه يعيش خارج عصره.
- يطير مع كل خبر أو قضية بانفعال، يرسل بجواله ويكتب في الإنترنت كل ما يراه ملفتاً مختلفاً صارخاً دون أدنى تأمل أو تفكير في واقعية الأمور والأخبار والتحليلات.
صفات كثيرة جداً للعقلية المتخلفة يطول سردها، لذا يتضح أن بإمكاننا معرفة ما إذا كان مجتمع ما متخلفاً إذا وجدنا أن الغالبية الساحقة منه من أصحاب تلك العقلية، وبهذا فلا تنمية ولا تقدم ولا حضارة بدون البدء بتحسين تفكير الإنسان ووعيه.
د. بندر آل جلالة
نقلآ عن الوطن اون لاين