نجوى هاشم
كثيراً ما تعبر مفردات، وجمل متكاملة دون أن يُفهم معناها، أو تتعرض - رغم أهميتها، ورغم احتياجها - لتحليل أكثر، واستيعاب أكبر.
والمشكلة هنا تكمن في عدم رغبة أي شخص في أن يستمع إلى الآخر إما لعدم تقبل أسلوبه، أو حديثه، أو لتباعد الاهتمامات.. أو لعدم القدرة على التركيز، وحصار مصادر الضوضاء للمكان، أو لأن الحديث جاء في غير مكانه.
ومع كل ما سبق تأتي قدرة عدم الإنصات، أو عدم القدرة على الاستماع الجيد السبب الرئيسي في عدم فهم الآخر مهما كان الاختلاف معه.
فأنت تستطيع أن تستمع لكل شخص إن كنت تمتلك قدرة الاستماع من خلال التوقف عن الكلام عندما يتحدث، وإراحته في الحديث ومنحه الفرصة ليقول ما يشاء وأن يعبر عن نفسه، والتودد إليه من خلال تعبيرات الوجه والتصرفات لترغيبه بالحديث، والهدوء أثناء تحدثه، وعدم الغضب، واحتمال تناثر أسئلته عليك مهما كانت قسوتها من منطلق أنك تملك أذنين إحداهما لفهم القصد، والأخرى للإحساس.
ومن أجل أن ينطبق علينا القول إننا ننصت بحق إلى الطرف الآخر بشكل فعّال ينبغي أن تمر عملية الإنصات بعدة مراحل لتبدو مرتبة ومكتملة وهي كما جاء في كتاب هل تسمعني للأستاذ محمد أحمد عبدالجواد من ملف مهارات الاتصال الفعال دليل المتدرب كما يلي:
1 - الاستماع، 2 - التفسير، 3 - الاستيعاب، 4 - التذكر، 5 - التقييم، 6 - الاستجابة.. ولعل الاستجابة إلى المتحدث هي قمة حلقة الإنصات، فلو كانت الرسالة بين فردين، أو مجموعة صغيرة، فالاستجابة الرئيسية تكون شفوية، بينما لو كنت أنت مستمعاً في مجموعة كبيرة، فإن استجابتك الرئيسية قد تأخذ شكلاً من الأشكال التالية: التصفيق، الضحك، الصمت.
وتذكرني الاستجابة بإحدى قريباتي من النساء الكبيرات اللاتي يتحدثن كثيراً في أمور متعددة قد لا تعنيني، ولكنني أواصل الاستماع لها بإنصات، قد أخرج منه، وقد أكرهه في أحيان كثيرة، فتقبض عليّ فجأة عندما تسألني «خلاص» بمعنى فهمتِ إذا كانت تريد شيئاً فأقول لها خلاص.. فتعاود السؤال المحرج: ها ايش قلت أنا؟
وهنا يسقط في يدي، واضطر إلى استخدام وسائل الأمن والسلامة والتحايل وأهرب فوراً وأجعلها أكثر أماناً من خلال تأكيدي على استيعابي لما قالته.
وهذا ما يطرح جزءاً من الكتاب من خلال قسم «كلي آذان صاغية» فمن دلائل الاصغاء الجيد:
1 - إعادة نص ما قاله المتحدث، أو بعض أجزائه، أو كلمات منه للتأكد من إنصاته وانه معك.
2 - توجيه الأسئلة: حيث يمكنك أن تسأل المتحدث أسئلة توضيحية أو استفسارية، أو استنكارية، ويجب أن تكون أسئلة مفتوحة.
3 - تقديم استجابات تتصف بالصبغة العاطفية.
4 - إعادة صياغة النص أو العبارات بكلمات أو بعبارات أخرى جديدة.
5 - ثم التلخيص العام والإجمال..
6 - استخدام كلمات لفظية تحفز الطرف الآخر على الاستمرار.
7 - التخلي عن إيحاءاتك الانتقادية التقييمية.
والإنصات مرتبط بالمتحدث والمستمع فكلاهما مسؤول عما يقوله أو ما ينصت إليه فالمتحدث لابد ألا يُسهب في الحديث، وأن يتحدث بصوت معقول ويختار الوقت المناسب، ويقدر الحالة العاطفية والمزاجية للمستمع، وأن يتحدث بحماس وإقناع ويضع نفسه مكان الطرف الآخر، وأن لا ينتهي من الحديث قبل انتهاء المستمع من قدرته على الإنصات، وأن لا ينشغل بموضوع آخر أثناء الحديث، وأن ينظم كلماته، ويستخدم لغة مفهومة ويتذكر قول الجاحظ (ينبغي على المتحدث أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين، وبين أقدار الحالات، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاماً، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات).
يقول (ينبغي أن لا يكون اللفظ عامياً ساقطاً سوقياً. لا ينبغي أن يكون غريباً وحشياً».
وأخيراً هل أنت من المنصتين أو المتحدثين؟
كثيراً ما تعبر مفردات، وجمل متكاملة دون أن يُفهم معناها، أو تتعرض - رغم أهميتها، ورغم احتياجها - لتحليل أكثر، واستيعاب أكبر.
والمشكلة هنا تكمن في عدم رغبة أي شخص في أن يستمع إلى الآخر إما لعدم تقبل أسلوبه، أو حديثه، أو لتباعد الاهتمامات.. أو لعدم القدرة على التركيز، وحصار مصادر الضوضاء للمكان، أو لأن الحديث جاء في غير مكانه.
ومع كل ما سبق تأتي قدرة عدم الإنصات، أو عدم القدرة على الاستماع الجيد السبب الرئيسي في عدم فهم الآخر مهما كان الاختلاف معه.
فأنت تستطيع أن تستمع لكل شخص إن كنت تمتلك قدرة الاستماع من خلال التوقف عن الكلام عندما يتحدث، وإراحته في الحديث ومنحه الفرصة ليقول ما يشاء وأن يعبر عن نفسه، والتودد إليه من خلال تعبيرات الوجه والتصرفات لترغيبه بالحديث، والهدوء أثناء تحدثه، وعدم الغضب، واحتمال تناثر أسئلته عليك مهما كانت قسوتها من منطلق أنك تملك أذنين إحداهما لفهم القصد، والأخرى للإحساس.
ومن أجل أن ينطبق علينا القول إننا ننصت بحق إلى الطرف الآخر بشكل فعّال ينبغي أن تمر عملية الإنصات بعدة مراحل لتبدو مرتبة ومكتملة وهي كما جاء في كتاب هل تسمعني للأستاذ محمد أحمد عبدالجواد من ملف مهارات الاتصال الفعال دليل المتدرب كما يلي:
1 - الاستماع، 2 - التفسير، 3 - الاستيعاب، 4 - التذكر، 5 - التقييم، 6 - الاستجابة.. ولعل الاستجابة إلى المتحدث هي قمة حلقة الإنصات، فلو كانت الرسالة بين فردين، أو مجموعة صغيرة، فالاستجابة الرئيسية تكون شفوية، بينما لو كنت أنت مستمعاً في مجموعة كبيرة، فإن استجابتك الرئيسية قد تأخذ شكلاً من الأشكال التالية: التصفيق، الضحك، الصمت.
وتذكرني الاستجابة بإحدى قريباتي من النساء الكبيرات اللاتي يتحدثن كثيراً في أمور متعددة قد لا تعنيني، ولكنني أواصل الاستماع لها بإنصات، قد أخرج منه، وقد أكرهه في أحيان كثيرة، فتقبض عليّ فجأة عندما تسألني «خلاص» بمعنى فهمتِ إذا كانت تريد شيئاً فأقول لها خلاص.. فتعاود السؤال المحرج: ها ايش قلت أنا؟
وهنا يسقط في يدي، واضطر إلى استخدام وسائل الأمن والسلامة والتحايل وأهرب فوراً وأجعلها أكثر أماناً من خلال تأكيدي على استيعابي لما قالته.
وهذا ما يطرح جزءاً من الكتاب من خلال قسم «كلي آذان صاغية» فمن دلائل الاصغاء الجيد:
1 - إعادة نص ما قاله المتحدث، أو بعض أجزائه، أو كلمات منه للتأكد من إنصاته وانه معك.
2 - توجيه الأسئلة: حيث يمكنك أن تسأل المتحدث أسئلة توضيحية أو استفسارية، أو استنكارية، ويجب أن تكون أسئلة مفتوحة.
3 - تقديم استجابات تتصف بالصبغة العاطفية.
4 - إعادة صياغة النص أو العبارات بكلمات أو بعبارات أخرى جديدة.
5 - ثم التلخيص العام والإجمال..
6 - استخدام كلمات لفظية تحفز الطرف الآخر على الاستمرار.
7 - التخلي عن إيحاءاتك الانتقادية التقييمية.
والإنصات مرتبط بالمتحدث والمستمع فكلاهما مسؤول عما يقوله أو ما ينصت إليه فالمتحدث لابد ألا يُسهب في الحديث، وأن يتحدث بصوت معقول ويختار الوقت المناسب، ويقدر الحالة العاطفية والمزاجية للمستمع، وأن يتحدث بحماس وإقناع ويضع نفسه مكان الطرف الآخر، وأن لا ينتهي من الحديث قبل انتهاء المستمع من قدرته على الإنصات، وأن لا ينشغل بموضوع آخر أثناء الحديث، وأن ينظم كلماته، ويستخدم لغة مفهومة ويتذكر قول الجاحظ (ينبغي على المتحدث أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين، وبين أقدار الحالات، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاماً، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات).
يقول (ينبغي أن لا يكون اللفظ عامياً ساقطاً سوقياً. لا ينبغي أن يكون غريباً وحشياً».
وأخيراً هل أنت من المنصتين أو المتحدثين؟