الحب عاطفة إنسانية سامية تربط بين البشر لتجعل الحياة أبهى و أجمل ، وحب الوالدين للأبناء غريزة فطرية فطر الله خلقه عليها ، وجعلهم قرة للعين وبهجة للفؤاد ، والحاجة للحب من الاحتياجات النفسية الضرورية للنمو السليم وعدم إشباعها قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الشخصية .
ويعتبر هذا الحب مصدر الأمن والاستواء النفسي للأبناء ، والقاعدة الصلبة لبناء شخصياتهم على الاستقامة والصلاح والحب للجميع والتفاعل الإيجابي مع المجتمع أجمع ، ولا تتحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات ، بالرغم من أنها موجودة وقوية إلا أن البعض لا يظهرها للأبناء ولا يعبرون عنها قولاً أو فعلاً مما يضعف جسور الارتباط بين الابن وأسرته ، ويفوت على الطرفين الاستمتاع بهذه العاطفة الرائعة .
ولكي تؤدي هذه المحبة ثمارها المرجوة ينبغي أن نحضن أولادنا ونقبّلهم ونقول لهم كل يوم إننا نحبهم ، نربت على أكتافهم لأنهم بالفعل يحتاجونه جميعاً صغارا كانوا أو بالغين .
إن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول (أنا أحبك لأنك فعلت كذا وكذا) وأيضا لا نقول (لن أحبك إذا فعلت كذا) ، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والاحترام.
وعلينا كذلك أن نعبر لأبنائنا عن حبنا لهم بطرق عملية ، وذلك بأن نهتم بآرائهم ، وتستشيرهم في بعض الأمور، وأن نقدر مشاعرهم ونشعرهم بأنهم أفرد مهمين في الأسرة ،ولهم احترامهم وتقديرهم وأننا جميعا نفهمهم ونقدر مزاياهم وإنجازاتهم وهواياتهم وميولهم ، ومن ذلك أيضا أن نعفو عن هفواتهم وأخطائهم ، وأن نعتذر منهم إن أخطأنا معهم أو قسونا عليهم.
يقول الدكتور ميسرة طاهر: (وسائل التربية بالحب أو لغة الحب هي ثمانية :
1- كلمة الحب. 2- نظرة الحب. 3- لقمة الحب. 4- لمسة الحب. 5- دثار الحب. 6- ضمة الحب. 7- قبلة الحب. 8- بسمة الحب
وأعتقد أن هذه الوسائل واضحة ماعدا دثار الحب الذي شرحه الدكتور ميسرة بأنه عندما تحرص على أن تغطي طفلك أثناء نومه وتقبله وتحاول أن تشعره بذلك.
الشاب اليوم صعب الانصياع للتوجيه المباشر ، ولا نتجاوز هذه المشكلة إلا بمراعاة ما يسميه علماء النفس (مثلث الجذب) هذا المثلث المكون من ثلاثة قوانين: التقدير ، التقبل ، القبول .
التقدير : بتقدير الشاب كشخص وإنسان فيه من الخطايا والعيوب كبقية البشر وكذلك فيه جانب من الميزات والإيجابيات –مهما كان سيئا – تقديره هذا يجعله يشعر بالأمان واحترام الذات والرضا عنها ، وهو أهم مطلب للاستجابة الداخلية لتوجيه الآخر .
التقبل : حتى نستطيع توجيه فكر الشاب وتعديل سلوكه , فيجب أن نتقبله كما هو بكل عيوبه ونتقبل منه ما يفكر به ونناقشه ، نتقبل بتفهم وصبر ذلك الاضطراب في النمو الذي يمر به ، وبالتالي يهدأ ونفرغ ما بعقله من أفكار مشوشة ونملأها بما نشاء من قيم ومبادئ صحيحة في وقت يظن أنه هو المؤثر لأنه كان يتحدث أكثر .
القبول : إن أراد المربي أن يقود توجهات وأفكار الشباب فعليه أن يشحن شخصيته بكل ما يعزز قبوله لديهم ، اتساع ثقافته ، سمو تفكيره ، تسامحه مع صغائر ما يفعلون ، ومشاركتهم اهتماماتهم .
ومن الأمور الهامة التي ينبغي على المربي عدم الغفلة عنها لتؤتي التربية بالحب ثمارها المرجوة هي : العدل في المعاملة حتى بالنظرة والقبلة والكلمة الطيبة والحرص على ذلك قدر الإمكان .
لنتذكر دائماً :
أن الرسائل السلبية : تصل لعقل الشخص بسرعة وتغادره ببطء .
فلتكن رسائلنا إيجابية ونعود النشء على التفكير الإيجابي .
ولننتهج دائما أسلوب الكلمة الطيبة المؤثرة ، فهي منة من الله وفضله على العبد، قال تعالى : (وهدوا إلى الطيب من القول) .
فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة ولها مفعول السحر في التأثير على الآخرين وعلى الناشئة بشكل خاص فكم بَنَت الكلمات الطيبة من شخصيات عظيمة ناجحة واثقة مبدعة تطيب بها القلوب ، وتمسح الدموع ، تنهض بالأمم وترتقي بها.
ولا أنسى التذكير بالمعين على انتهاج أسلوب التربية بالحب والأسلوب الأمثل للتأثير بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه وهو : ضبط النفس وتدريبها على الصبر والهدوء وإدارة الغضب بالأساليب العلمية والتدريب الفعلي الدائم على الكلمات الطيبة وتعويدها على ذلك فالحلم بالتحلم والعلم بالتعلم .
لماذا يدعو المهتمين بالتربية وعلم النفس إلى التربية بالحب ؟
- يهتم علماء النفس بأسلوب التربية بالحب لأنها من أهم الاحتياجات النفسية والتي تؤدي للنمو السليم وتكوين الشخصية السوية فلو اهتم المربون بهذا الأسلوب من التربية لخرج لنا جيل مستقيم السلوك وعالي الأخلاق ، فالإنسان عاطفي بطبعه وتغلب عليه عاطفته وتتحكم بسلوكه ، والتربية بالحب للبنات أكثر أهمية لإشباعها العاطفي الذي يحميها بعون الله من الانحراف .
ويسهم المعلمون والآباء الذين يفتقدون للحب في توريث النشء عقداً وأزمات نفسية هم بغنى عنها .
- الحب هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير ، حيث يعتبر أرقى أساليب التواصل الإنساني ، الذي يحظى بالقبول من الجميع .
- والحب أيضاً راحة للقلب من شتى المتاعب النفسية .
- وبالحب يصبح العمل والإقبال على التعليم متعة نفسية وعقلية ، لا محنة وتعب.
- الحب ضمانة قطعية للنجاح بإذن الله ، فالناجحون هم الذين يمنحون الحب دائماً.
- الحب يغير تفكير المتعلم وأسلوبه ومواقفه .
- وبالحب تحل المشكلات ، ونستغني عن تدخل الآخرين والمعلمة التي تحب طالباتها لا تحتاج للتدخل في مشاكلها معهن لا من إدارة ولا مرشدة ولا غيرها .
مع التمنيات للجميع بحياة تسودها المحبة والمودة والكلمات الطيبة .
مها محمد السليم
رئيسة قسم توجيه وإرشاد الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي
ويعتبر هذا الحب مصدر الأمن والاستواء النفسي للأبناء ، والقاعدة الصلبة لبناء شخصياتهم على الاستقامة والصلاح والحب للجميع والتفاعل الإيجابي مع المجتمع أجمع ، ولا تتحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات ، بالرغم من أنها موجودة وقوية إلا أن البعض لا يظهرها للأبناء ولا يعبرون عنها قولاً أو فعلاً مما يضعف جسور الارتباط بين الابن وأسرته ، ويفوت على الطرفين الاستمتاع بهذه العاطفة الرائعة .
ولكي تؤدي هذه المحبة ثمارها المرجوة ينبغي أن نحضن أولادنا ونقبّلهم ونقول لهم كل يوم إننا نحبهم ، نربت على أكتافهم لأنهم بالفعل يحتاجونه جميعاً صغارا كانوا أو بالغين .
إن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول (أنا أحبك لأنك فعلت كذا وكذا) وأيضا لا نقول (لن أحبك إذا فعلت كذا) ، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والاحترام.
وعلينا كذلك أن نعبر لأبنائنا عن حبنا لهم بطرق عملية ، وذلك بأن نهتم بآرائهم ، وتستشيرهم في بعض الأمور، وأن نقدر مشاعرهم ونشعرهم بأنهم أفرد مهمين في الأسرة ،ولهم احترامهم وتقديرهم وأننا جميعا نفهمهم ونقدر مزاياهم وإنجازاتهم وهواياتهم وميولهم ، ومن ذلك أيضا أن نعفو عن هفواتهم وأخطائهم ، وأن نعتذر منهم إن أخطأنا معهم أو قسونا عليهم.
يقول الدكتور ميسرة طاهر: (وسائل التربية بالحب أو لغة الحب هي ثمانية :
1- كلمة الحب. 2- نظرة الحب. 3- لقمة الحب. 4- لمسة الحب. 5- دثار الحب. 6- ضمة الحب. 7- قبلة الحب. 8- بسمة الحب
وأعتقد أن هذه الوسائل واضحة ماعدا دثار الحب الذي شرحه الدكتور ميسرة بأنه عندما تحرص على أن تغطي طفلك أثناء نومه وتقبله وتحاول أن تشعره بذلك.
الشاب اليوم صعب الانصياع للتوجيه المباشر ، ولا نتجاوز هذه المشكلة إلا بمراعاة ما يسميه علماء النفس (مثلث الجذب) هذا المثلث المكون من ثلاثة قوانين: التقدير ، التقبل ، القبول .
التقدير : بتقدير الشاب كشخص وإنسان فيه من الخطايا والعيوب كبقية البشر وكذلك فيه جانب من الميزات والإيجابيات –مهما كان سيئا – تقديره هذا يجعله يشعر بالأمان واحترام الذات والرضا عنها ، وهو أهم مطلب للاستجابة الداخلية لتوجيه الآخر .
التقبل : حتى نستطيع توجيه فكر الشاب وتعديل سلوكه , فيجب أن نتقبله كما هو بكل عيوبه ونتقبل منه ما يفكر به ونناقشه ، نتقبل بتفهم وصبر ذلك الاضطراب في النمو الذي يمر به ، وبالتالي يهدأ ونفرغ ما بعقله من أفكار مشوشة ونملأها بما نشاء من قيم ومبادئ صحيحة في وقت يظن أنه هو المؤثر لأنه كان يتحدث أكثر .
القبول : إن أراد المربي أن يقود توجهات وأفكار الشباب فعليه أن يشحن شخصيته بكل ما يعزز قبوله لديهم ، اتساع ثقافته ، سمو تفكيره ، تسامحه مع صغائر ما يفعلون ، ومشاركتهم اهتماماتهم .
ومن الأمور الهامة التي ينبغي على المربي عدم الغفلة عنها لتؤتي التربية بالحب ثمارها المرجوة هي : العدل في المعاملة حتى بالنظرة والقبلة والكلمة الطيبة والحرص على ذلك قدر الإمكان .
لنتذكر دائماً :
أن الرسائل السلبية : تصل لعقل الشخص بسرعة وتغادره ببطء .
فلتكن رسائلنا إيجابية ونعود النشء على التفكير الإيجابي .
ولننتهج دائما أسلوب الكلمة الطيبة المؤثرة ، فهي منة من الله وفضله على العبد، قال تعالى : (وهدوا إلى الطيب من القول) .
فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة ولها مفعول السحر في التأثير على الآخرين وعلى الناشئة بشكل خاص فكم بَنَت الكلمات الطيبة من شخصيات عظيمة ناجحة واثقة مبدعة تطيب بها القلوب ، وتمسح الدموع ، تنهض بالأمم وترتقي بها.
ولا أنسى التذكير بالمعين على انتهاج أسلوب التربية بالحب والأسلوب الأمثل للتأثير بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه وهو : ضبط النفس وتدريبها على الصبر والهدوء وإدارة الغضب بالأساليب العلمية والتدريب الفعلي الدائم على الكلمات الطيبة وتعويدها على ذلك فالحلم بالتحلم والعلم بالتعلم .
لماذا يدعو المهتمين بالتربية وعلم النفس إلى التربية بالحب ؟
- يهتم علماء النفس بأسلوب التربية بالحب لأنها من أهم الاحتياجات النفسية والتي تؤدي للنمو السليم وتكوين الشخصية السوية فلو اهتم المربون بهذا الأسلوب من التربية لخرج لنا جيل مستقيم السلوك وعالي الأخلاق ، فالإنسان عاطفي بطبعه وتغلب عليه عاطفته وتتحكم بسلوكه ، والتربية بالحب للبنات أكثر أهمية لإشباعها العاطفي الذي يحميها بعون الله من الانحراف .
ويسهم المعلمون والآباء الذين يفتقدون للحب في توريث النشء عقداً وأزمات نفسية هم بغنى عنها .
- الحب هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير ، حيث يعتبر أرقى أساليب التواصل الإنساني ، الذي يحظى بالقبول من الجميع .
- والحب أيضاً راحة للقلب من شتى المتاعب النفسية .
- وبالحب يصبح العمل والإقبال على التعليم متعة نفسية وعقلية ، لا محنة وتعب.
- الحب ضمانة قطعية للنجاح بإذن الله ، فالناجحون هم الذين يمنحون الحب دائماً.
- الحب يغير تفكير المتعلم وأسلوبه ومواقفه .
- وبالحب تحل المشكلات ، ونستغني عن تدخل الآخرين والمعلمة التي تحب طالباتها لا تحتاج للتدخل في مشاكلها معهن لا من إدارة ولا مرشدة ولا غيرها .
مع التمنيات للجميع بحياة تسودها المحبة والمودة والكلمات الطيبة .
مها محمد السليم
رئيسة قسم توجيه وإرشاد الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي