الموضوعات التى تجري دراستها في سنوات التعليم العام جميعاً يجب أن تكون ملائمة لعمر الطلاب بوجه عام، وللتكليف الشرعي لهم، وبالمتوقع منهم أن يمارسوه مما يحتاجون إلى معرفة حكمه الشرعي من حِل أو حُرمة، أو سواهما منذ التحاقهم بالدراسة النظامية حتى انتهائهم منها..
لا يزال الحديث متصلاً، والأمل معقوداً على استجابة إخواني وأخواتي الغيورين على دينهم، وعلى حسن تنشئة أجيالنا ليكونوا مساهمين في إعمار الأرض، والنهضة بالوطن، تحقيقاً لاستخلاف الله للإنسان في الأرض، وتمكيناً من تحقيق وعد الله تعالى بأننا خير أمة أخرجت للناس.
لذا فإني حين أدعو إلى تطوير المناهج الدراسية للتربية الدينية فإني على بصيرة بعدد من الأمور التي تجب ملاحظاتها والأخذ بها عند التطوير ومنها:
أن القدر الذي يخصص من وقت الدروس في مختلف سنوات الدراسة للعلوم الإسلامية لا يجوز المساس به، وإذا اقتضت الضرورة أو تطلب حسن السياسة التربوية إعادة توزيعه على السنوات فإن ذلك لا يعني إنقاصه بحال من الأحوال.
إن الموضوعات التي تجرى دراستها في كل سنة من سنوات الدراسة النظامية يجب أن تتواءم مع التكليف المطلوب شرعاً من الطلاب في معدل العمر الذي يكونون عليه في هذه السنة أو المجموعة من السنين.
إن الموضوعات التى تجري دراستها في سنوات التعليم العام جميعاً يجب أن تكون ملائمة لعمر الطلاب بوجه عام، وللتكليف الشرعي لهم، وبالمتوقع منهم أن يمارسوه مما يحتاجون إلى معرفة حكمه الشرعي من حِل أو حُرمة، أو سواهما منذ التحاقهم بالدراسة النظامية حتى انتهائهم منها.
إن المقررات التى تدرس في التعليم العام لا تهدف بأي صورة من صورها، ولا في أي مرحلة من مراحل الدراسة إلى إعداد متخصصين في العلوم الإسلامية.
فالدراسة الثانوية العامة - وهي نهاية مسؤولية التعليم العام - ليس من أهدافها - ولا يجوز أن يكون من وظيفتها - أن تخرج متخصصين في علوم القرآن الكريم، أو الحديث النبوي الشريف، أو الفقه الإسلامي، أو التوحيد أو غيرها مما يمر به الطالب بالقدر المناسب لعمره وعقله في أثناء دراسته.
وإنما غاية ما يمكن أن ترمي إليه الدراسة العامة أو تحققه هو أن تعلم الطالب الأحكام والمعارف الدينية الضرورية التى لا يستغني عن معرفتها أحد، وأن تتيح له تكوين فكرة عامة عن غيرها من المعارف الإسلامية حتى يبحث عنها عند العلماء بها، أو في مصادرها المدونة عندما يحتاج إليها.
وقد صاغ العلماء عبارتين للدلالة على هذه المعارف الضرورية اللازمة معرفتها لكل مسلم فسموها (مالا يسع المسلم جهله) وهي تشمل فرائض الدين وقيمه العظيمة المتضمنة للأخلاق الفاضلة، والسلوك الحسن، وهي كلها لا يصح إسلام المرء بغيرها.
كما قالوا: عن مكملاتها إنها (ما لا يليق بالمسلم جهله) وهي الأمور التي إذا لم يعرفها غابت عنه معالم وملامح من المعالم والملامح المميزة للمجتمع المسلم.
فأما النوع الأول فهو ما يجب أن تتضمنه المناهج في التعليم العام، وأما النوع الثاني فيختار منه أهمه وأكثره عموما ليدل على غيره مما هو أقل أهمية أو أندر وقوعاً.
وقد يتعين اتباع هذا النهج في صناعة المنهج واختيار مفرداته إذا تذكرنا أن الطلاب في مدارسنا - كما هو الحال في مدراس بلدان أخرى - ليسوا في مرحلة تخصصية وإنما في مرحلة تعليمية توحد فيما بين مفاهيمهم ومعارفهم الأساسية الضرورية لتحقيق الغايتين المذكورتين آنفا (الإنسان الصالح، والمواطن الصالح).
من هذا يتضح أن الحاجة كما ألمحت إلى إعادة صياغة مناهج التربية الدينية ومقرراتها على ضوء هذه الاعتبارات التي تهدف إلى الترسيخ الصحيح لأصول ديننا الحنيف في نفوس وعقول وسلوك ناشئتنا والناس أجمعين.
هذا وفي لقائنا القادم - بإذن الله - سوف أوجز المزيد مما أثار عجبي في الكتب المقررة على طلاب التعليم العام، مع إيجاز شامل لما أرى أن تكون عليه وتحتويه الكتب المقررة لمناهج التربية الدينية بعد تطويرها - كما رأيت - إن شاء الله.
وفقنا الله جميعًا إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأَمدنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.
محمد بن أحمد الرشيد
لا يزال الحديث متصلاً، والأمل معقوداً على استجابة إخواني وأخواتي الغيورين على دينهم، وعلى حسن تنشئة أجيالنا ليكونوا مساهمين في إعمار الأرض، والنهضة بالوطن، تحقيقاً لاستخلاف الله للإنسان في الأرض، وتمكيناً من تحقيق وعد الله تعالى بأننا خير أمة أخرجت للناس.
لذا فإني حين أدعو إلى تطوير المناهج الدراسية للتربية الدينية فإني على بصيرة بعدد من الأمور التي تجب ملاحظاتها والأخذ بها عند التطوير ومنها:
أن القدر الذي يخصص من وقت الدروس في مختلف سنوات الدراسة للعلوم الإسلامية لا يجوز المساس به، وإذا اقتضت الضرورة أو تطلب حسن السياسة التربوية إعادة توزيعه على السنوات فإن ذلك لا يعني إنقاصه بحال من الأحوال.
إن الموضوعات التي تجرى دراستها في كل سنة من سنوات الدراسة النظامية يجب أن تتواءم مع التكليف المطلوب شرعاً من الطلاب في معدل العمر الذي يكونون عليه في هذه السنة أو المجموعة من السنين.
إن الموضوعات التى تجري دراستها في سنوات التعليم العام جميعاً يجب أن تكون ملائمة لعمر الطلاب بوجه عام، وللتكليف الشرعي لهم، وبالمتوقع منهم أن يمارسوه مما يحتاجون إلى معرفة حكمه الشرعي من حِل أو حُرمة، أو سواهما منذ التحاقهم بالدراسة النظامية حتى انتهائهم منها.
إن المقررات التى تدرس في التعليم العام لا تهدف بأي صورة من صورها، ولا في أي مرحلة من مراحل الدراسة إلى إعداد متخصصين في العلوم الإسلامية.
فالدراسة الثانوية العامة - وهي نهاية مسؤولية التعليم العام - ليس من أهدافها - ولا يجوز أن يكون من وظيفتها - أن تخرج متخصصين في علوم القرآن الكريم، أو الحديث النبوي الشريف، أو الفقه الإسلامي، أو التوحيد أو غيرها مما يمر به الطالب بالقدر المناسب لعمره وعقله في أثناء دراسته.
وإنما غاية ما يمكن أن ترمي إليه الدراسة العامة أو تحققه هو أن تعلم الطالب الأحكام والمعارف الدينية الضرورية التى لا يستغني عن معرفتها أحد، وأن تتيح له تكوين فكرة عامة عن غيرها من المعارف الإسلامية حتى يبحث عنها عند العلماء بها، أو في مصادرها المدونة عندما يحتاج إليها.
وقد صاغ العلماء عبارتين للدلالة على هذه المعارف الضرورية اللازمة معرفتها لكل مسلم فسموها (مالا يسع المسلم جهله) وهي تشمل فرائض الدين وقيمه العظيمة المتضمنة للأخلاق الفاضلة، والسلوك الحسن، وهي كلها لا يصح إسلام المرء بغيرها.
كما قالوا: عن مكملاتها إنها (ما لا يليق بالمسلم جهله) وهي الأمور التي إذا لم يعرفها غابت عنه معالم وملامح من المعالم والملامح المميزة للمجتمع المسلم.
فأما النوع الأول فهو ما يجب أن تتضمنه المناهج في التعليم العام، وأما النوع الثاني فيختار منه أهمه وأكثره عموما ليدل على غيره مما هو أقل أهمية أو أندر وقوعاً.
وقد يتعين اتباع هذا النهج في صناعة المنهج واختيار مفرداته إذا تذكرنا أن الطلاب في مدارسنا - كما هو الحال في مدراس بلدان أخرى - ليسوا في مرحلة تخصصية وإنما في مرحلة تعليمية توحد فيما بين مفاهيمهم ومعارفهم الأساسية الضرورية لتحقيق الغايتين المذكورتين آنفا (الإنسان الصالح، والمواطن الصالح).
من هذا يتضح أن الحاجة كما ألمحت إلى إعادة صياغة مناهج التربية الدينية ومقرراتها على ضوء هذه الاعتبارات التي تهدف إلى الترسيخ الصحيح لأصول ديننا الحنيف في نفوس وعقول وسلوك ناشئتنا والناس أجمعين.
هذا وفي لقائنا القادم - بإذن الله - سوف أوجز المزيد مما أثار عجبي في الكتب المقررة على طلاب التعليم العام، مع إيجاز شامل لما أرى أن تكون عليه وتحتويه الكتب المقررة لمناهج التربية الدينية بعد تطويرها - كما رأيت - إن شاء الله.
وفقنا الله جميعًا إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأَمدنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.
محمد بن أحمد الرشيد