تركي الدخيل
يشكّل الإعلام الجديد بكل صوره أحد أبرز الصرعات التي أنتجتْها التقنية الحديثة. من خلال الجهاز الكفي تستطيع أن تخاطب العالم. سيولة في التقنية وسهولة في الاتصال بشكلٍ لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري. كان الناس يضيقون من صعوبة الاتصال، بينما البعض يضيق الآن من سهولته. يقترح بعض الأذكياء أن يقوم الإنسان بالتخلص ولو ليومٍ واحد شهرياً من الجوالات. من كل تفاصيلها:"تويتر، فيسبوك، إيميل، واتس آب، بلاك بيري مسنجر" كلها تكون خارج سياق الاهتمام ولو لساعاتٍ من اليوم. أن يجرب الجهاز الصغير الذي لا خاصية فيه سوى الاتصال والرد على الاتصال، وأن لا يعرف هذا الرقم إلا الدائرة اللصيقة. وهذا اقتراح ممتاز لمن يسّره الله عليه.
هذه الوسائل التي نستخدمها، نحن مسحورون فيها، ولذلك لا ندري عن الأشياء التي غيرتها بنا. هناك حالة من الشرود الذي يصاحب أي مجلس من المجالس تحضر فيه هذه الجوالات. البعض ينصت للكلام والبعض الآخر يضغط على الجوال ويوزع الابتسامات حيناً، ويقطب الحاجبين في حينٍ آخر. إحدى العجائز في مدينة بريدة وضعت صندوقاً على باب غرفتها، حين يأتيها الأبناء والأحفاد تشترط عليهم وضع جوالاتهم فيه حتى انتهاء الزيارة، وتريد منهم أن يكونوا معها بكل جوارحهم، تخاف عليهم من الشرود عنها. والبعض الآخر يقترح فصل شبكة "الانترنت" ساعات الوجبات في البيت حتى تتوقف بعض الخدمات فيحصل الانتباه.
ذلك ما يخص الشرود، أما القصة الأخرى التي تغيّرت بنا من دون أن نشعر هي "إلفة الوحدة" في بعض الأحيان، لا يشعر البعض بالحاجة إلى لقاء الآخرين، ولا الاندفاع نحو تغيير الجو والخروج من الأصدقاء، وهذا تغير فيه من الخطأ الشيء الكثير، ذلك أن الإنسان يحتاج بشكلٍ شبه يومي إلى فضاء حر يفتح فيه صدره للحديث والتعبير، وهذا لا يتحقق من خلال التقنية، بل من خلال التحدث إلى صديقٍ أو أكثر، يأتي تفاعل العيون والوجه والابتسامات، يكون للقاء معنىً على عكس بعض الوسائل التقنية التي تجعل الحوار تقنياً.
من بين ما غيّرته التقنية بضخها فينا الغفلة عن التفاصيل، حيث تنتشر الحوادث بسبب إهمال القيادة، والتساهل بالدردشة أثناء القيادة، وهذا أمر خطير، حيث ينسى الإنسان التفاصيل، يفقد الإنسان جزءاً من تركيزه حين يجري المكالمة فما بالكم بالذي يقود سيارته وهو يقرأ أو يتصفح أو يحادث.
بآخر السطر، يمكن للإنسان أن يمارس ما يشاء مع وسائل اتصاله شرط عدم التعدي على الآخرين أو قصد الإضرار بهم.
يشكّل الإعلام الجديد بكل صوره أحد أبرز الصرعات التي أنتجتْها التقنية الحديثة. من خلال الجهاز الكفي تستطيع أن تخاطب العالم. سيولة في التقنية وسهولة في الاتصال بشكلٍ لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري. كان الناس يضيقون من صعوبة الاتصال، بينما البعض يضيق الآن من سهولته. يقترح بعض الأذكياء أن يقوم الإنسان بالتخلص ولو ليومٍ واحد شهرياً من الجوالات. من كل تفاصيلها:"تويتر، فيسبوك، إيميل، واتس آب، بلاك بيري مسنجر" كلها تكون خارج سياق الاهتمام ولو لساعاتٍ من اليوم. أن يجرب الجهاز الصغير الذي لا خاصية فيه سوى الاتصال والرد على الاتصال، وأن لا يعرف هذا الرقم إلا الدائرة اللصيقة. وهذا اقتراح ممتاز لمن يسّره الله عليه.
هذه الوسائل التي نستخدمها، نحن مسحورون فيها، ولذلك لا ندري عن الأشياء التي غيرتها بنا. هناك حالة من الشرود الذي يصاحب أي مجلس من المجالس تحضر فيه هذه الجوالات. البعض ينصت للكلام والبعض الآخر يضغط على الجوال ويوزع الابتسامات حيناً، ويقطب الحاجبين في حينٍ آخر. إحدى العجائز في مدينة بريدة وضعت صندوقاً على باب غرفتها، حين يأتيها الأبناء والأحفاد تشترط عليهم وضع جوالاتهم فيه حتى انتهاء الزيارة، وتريد منهم أن يكونوا معها بكل جوارحهم، تخاف عليهم من الشرود عنها. والبعض الآخر يقترح فصل شبكة "الانترنت" ساعات الوجبات في البيت حتى تتوقف بعض الخدمات فيحصل الانتباه.
ذلك ما يخص الشرود، أما القصة الأخرى التي تغيّرت بنا من دون أن نشعر هي "إلفة الوحدة" في بعض الأحيان، لا يشعر البعض بالحاجة إلى لقاء الآخرين، ولا الاندفاع نحو تغيير الجو والخروج من الأصدقاء، وهذا تغير فيه من الخطأ الشيء الكثير، ذلك أن الإنسان يحتاج بشكلٍ شبه يومي إلى فضاء حر يفتح فيه صدره للحديث والتعبير، وهذا لا يتحقق من خلال التقنية، بل من خلال التحدث إلى صديقٍ أو أكثر، يأتي تفاعل العيون والوجه والابتسامات، يكون للقاء معنىً على عكس بعض الوسائل التقنية التي تجعل الحوار تقنياً.
من بين ما غيّرته التقنية بضخها فينا الغفلة عن التفاصيل، حيث تنتشر الحوادث بسبب إهمال القيادة، والتساهل بالدردشة أثناء القيادة، وهذا أمر خطير، حيث ينسى الإنسان التفاصيل، يفقد الإنسان جزءاً من تركيزه حين يجري المكالمة فما بالكم بالذي يقود سيارته وهو يقرأ أو يتصفح أو يحادث.
بآخر السطر، يمكن للإنسان أن يمارس ما يشاء مع وسائل اتصاله شرط عدم التعدي على الآخرين أو قصد الإضرار بهم.