الذات الحرة
تقتضي سنن الله الكونية التي يتحقق بها إعمار هذه الحياة وينتظم، أن من يريد أن يعيش عيشة كريمة هنيئة، سعيدة رغيدة، يمتلك زمام أمره، يتحكم فيه بإرادة حرة، وقدرة فائقة متمكنة، فلابد له أن يزاحم في هذه الحياة، والمزاحمة تستوجب بذل المزيد من الجهد والجد، والمبادرة والمبادأة، والجسارة والجرأة والعزيمة، والنظر إلى المستقبل برؤية ثاقبة، وبصيرة صائبة، وأن يتسم بذات حرة في إرادتها وخياراتها، ذات لا تعرف الكلل والتردد والكسل.
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }15 سورة الملك. في هذه الآية الكريمة، توجيه صريح واضح، وإيماءة وحث على السعي في طلب الرزق والمكاسب، والبحث عن الفرص المناسبة، وكل ميسر لما خلق له بحسب إمكاناته وقدراته، واهتماماته وميوله، وجده واجتهاده، لأن ذلك من مقتضيات إعمار الحياة وازدهارها، والتمكن فيها، وتملك مقوماتها، والتمتع بخيراتها، والسيادة والريادة، ومن شأن هذا أن يتوج صاحبه بشعور عارم من الرضا التام، والطمأنينة إلى صواب الهدف، والسعادة في مواصلة الجهد، لا سيما عندما يتوافق هذا ويتماشى، ويوظف ويسخر، فيما يرضي الله من أعمال الخير والبر التي يتحقق بها الفوز في الدنيا والآخرة.
هذا الفضل والسبق، ميدان خصب واسع، لكن من الذي يوفق فيه وله؟ ومن الذي يتملك ناصية زمامه؟ ويتبوأ مكان الصدارة فيه؟ وكيف السبيل إلى تحقيق الفوز به والنجاح فيه؟
الأمر سهل ميسر متاح، متى ما توفرت بيئة حاضنة تشجع على الاستقلال، بيئة تهيئ الفرص، وتفتح الآفاق والأبواب، بيئة تدفع وتحفز على المحاولة والممارسة، بيئة إيجابية واعية، تدفع إلى الاستقلال عن محاضن الدلال، وتحفز على السعي الجسور في التعامل مع الفرص عوضا عن الاتكال والاعتماد على الآخرين في الكسب وطلب الرزق.
الوالدان مسؤولان ابتداء عن تكوين الشخصية الاستقلالية وتنميتها، الشخصية التي تتملك مهارات بناء الذات المستقلة، الذات المعتمدة على نفسها، الباحثة عن فرص النجاح والتفوق، وذلك بتعريض الأبناء لمفاهيم الاستقلال، وتداولها معهم في مواقف عملية، وتمكينهم من اختيار حاجاتهم الشخصية من ملابس وألعاب، وأثاث غرف النوم وخلافها، وتحفيزهم على المشاركة بالرأي عند تأمين الاحتياجات المنزلية، وتكليفهم ببعض المهمات وتدريبهم على التعامل معها، واستعراض سير الناجحين من رجال الأعمال وغيرهم، وإطلاق عنان الحرية وتوسيع دائرتها كلما سنحت فرصة يتحقق بها تكوين الذات المستقلة، هذه بعض مقومات الاستقلال ومحفزاته، وهو جدير أن يحظى بعناية الأسرة واهتمامها، لأنه المدخل الرئيس للنجاح في الحياة واستثمار فرصها.
د. عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
تقتضي سنن الله الكونية التي يتحقق بها إعمار هذه الحياة وينتظم، أن من يريد أن يعيش عيشة كريمة هنيئة، سعيدة رغيدة، يمتلك زمام أمره، يتحكم فيه بإرادة حرة، وقدرة فائقة متمكنة، فلابد له أن يزاحم في هذه الحياة، والمزاحمة تستوجب بذل المزيد من الجهد والجد، والمبادرة والمبادأة، والجسارة والجرأة والعزيمة، والنظر إلى المستقبل برؤية ثاقبة، وبصيرة صائبة، وأن يتسم بذات حرة في إرادتها وخياراتها، ذات لا تعرف الكلل والتردد والكسل.
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }15 سورة الملك. في هذه الآية الكريمة، توجيه صريح واضح، وإيماءة وحث على السعي في طلب الرزق والمكاسب، والبحث عن الفرص المناسبة، وكل ميسر لما خلق له بحسب إمكاناته وقدراته، واهتماماته وميوله، وجده واجتهاده، لأن ذلك من مقتضيات إعمار الحياة وازدهارها، والتمكن فيها، وتملك مقوماتها، والتمتع بخيراتها، والسيادة والريادة، ومن شأن هذا أن يتوج صاحبه بشعور عارم من الرضا التام، والطمأنينة إلى صواب الهدف، والسعادة في مواصلة الجهد، لا سيما عندما يتوافق هذا ويتماشى، ويوظف ويسخر، فيما يرضي الله من أعمال الخير والبر التي يتحقق بها الفوز في الدنيا والآخرة.
هذا الفضل والسبق، ميدان خصب واسع، لكن من الذي يوفق فيه وله؟ ومن الذي يتملك ناصية زمامه؟ ويتبوأ مكان الصدارة فيه؟ وكيف السبيل إلى تحقيق الفوز به والنجاح فيه؟
الأمر سهل ميسر متاح، متى ما توفرت بيئة حاضنة تشجع على الاستقلال، بيئة تهيئ الفرص، وتفتح الآفاق والأبواب، بيئة تدفع وتحفز على المحاولة والممارسة، بيئة إيجابية واعية، تدفع إلى الاستقلال عن محاضن الدلال، وتحفز على السعي الجسور في التعامل مع الفرص عوضا عن الاتكال والاعتماد على الآخرين في الكسب وطلب الرزق.
الوالدان مسؤولان ابتداء عن تكوين الشخصية الاستقلالية وتنميتها، الشخصية التي تتملك مهارات بناء الذات المستقلة، الذات المعتمدة على نفسها، الباحثة عن فرص النجاح والتفوق، وذلك بتعريض الأبناء لمفاهيم الاستقلال، وتداولها معهم في مواقف عملية، وتمكينهم من اختيار حاجاتهم الشخصية من ملابس وألعاب، وأثاث غرف النوم وخلافها، وتحفيزهم على المشاركة بالرأي عند تأمين الاحتياجات المنزلية، وتكليفهم ببعض المهمات وتدريبهم على التعامل معها، واستعراض سير الناجحين من رجال الأعمال وغيرهم، وإطلاق عنان الحرية وتوسيع دائرتها كلما سنحت فرصة يتحقق بها تكوين الذات المستقلة، هذه بعض مقومات الاستقلال ومحفزاته، وهو جدير أن يحظى بعناية الأسرة واهتمامها، لأنه المدخل الرئيس للنجاح في الحياة واستثمار فرصها.
د. عبد الله بن عبد العزيز المعيلي