نجوى هاشم
من أكثر الكوارث التي تواجه المجتمعات التي تحاول النهوض، والابتعاد عن خطر الفوضى، افتقاد أفرادها إلى الانصات، وعدم قدرتهم على الاستماع إلى الآخر، والرغبة المفرطة في الحديث المتواصل، دون إعطاء الآخر فرصة أن يتحدث، وأيضاً أن تسمعه.
ومحاصرة الآخر بالحديث دون قدرته على التعبير الحُر عن نفسه، والموضوع الذي يطرحه يدخل في إطار الاعتداء على حرية الآخر، وامتهانه، وعدم الخضوع لسلطة الثوابت التي تتيح للآخر ما تتيحه أنت لنفسك.
والاستماع في حد ذاته مهارة كما يقول أحدهم، بالغة التعقيد يشتمل على العديد من العناصر، وإذا توافرت تحققت عملية الاتصال الحقيقية بين المتكلم والمتلقي، والاستماع الجيد يتطلب أن يتقبل المستمع النظر لما هو مطروح للنقاش من وجهة نظر أخرى، حتى لو اختلف معه، وأن نتقبل ما يقال، ولا نحكم عليه إلا بعد تأن وروية.
ليس المطلوب أن نتفق مع ما يُقال وإنما أن نتقبله، ونقيِّمه على أساس أنه قناعات الطرف الآخر، وعلينا أن نسعى جادين لتفهم ما يقوله حتى لو لم يستطع التعبير عنه بشكل واضح ومباشر، وهذا يتطلب الصبر، وإعطاء الوقت الكافي للآخر ليشرح ما يريد، أيضاً محاولة فهم مقاصد الكلام، وما يرمي إليه وإن جاء تلميحاً لا تصريحاً.
في كتابه «هل تسمعني» يقول خبير التطوير الإداري، محمد أحمد عبدالجواد، إن الانصات الفعّال للآخرين، ليس عملية سلبية، إنما هو عملية تفاعلية ناضجة لا يستطيعها إلا الراغبون والمدربون.
وهو قيمة تربوية، وأخلاقية، وسلوك حضاري وإنساني يؤكد احترامنا للغير، ومنهجيتنا في تلقي آرائهم .. ويبتعد بنا عن شبهة التعصب لأفكارنا ويبعدنا عن الانحياز إلى ذواتنا.
وعندما نتحلى بالانصات، فإننا نترك أثراً طيباً في نفس من يتحدث إلينا.. أو يحاورنا.. أما عندما نستمع للناس بنصف آذاننا، وننشغل بردودنا عما يقولون، فإننا ندور معهم في حلقة مفرغة يسمونها «حوار الطرشان».
وفي الكتاب الذي سأحاول طرح مقتطفات منه في هذه الزاوية والتي تليها يسعى الكاتب إلى تغيير المعتقد بأن من ينصت للآخرين يكون سلبياً. وأن المتحدث دائماً هو الفعال والإيجابي، فالمنصت مشارك في الحوار لأنه يفسح للطرف الآخر، أن يعبِّر عن رأيه بهدوء، كما أن مقاطعته الآخرين أثناء حديثهم تصيبهم بالحرج البالغ، وتسبب لهم صعوبة في العودة إلى الموضوع، وتعمل على تشتيت أفكارهم، حتى إذا غالبوا أنفسهم وعادوا إلى الحوار فإنهم يفتقدون قدراً كبيراً من الحماس.
ويرى المؤلف أن الانصات الفعّال يحتاج إلى جهد، لذلك ينبغي على كل راغب في الانصات الفعال أن يتعرف على المعوقات التي تضاد هذه الرغبة، فيما يتعلّق بكل من المتحدث والمستمع، والبيئة، والمناخ الذي يتحدثون فيه، والرسالة التي يحملها كل منهم.
وأنه من السهل أن يكون الإنسان متحدثاً، وأن يقرأ كيف يكون منصتاً، ولكن تحويل هذه القيمة إلى ممارسة، وعادة في حاجة إلى تدريب، في حاجة إلى جهد وإلى تعلّم مستمر.
فنحن نتعلم الكلام في الثلاث سنوات الأولى من حياتنا، وسنظل نتعلم طوال حياتنا كيف ننصت للآخرين.
في باب عندما ننصت:
يرى المؤلف أننا نأخذ بيانات حقيقية ودقيقة، نعمل من خلالها. ونتجنب سرعة الاستنتاج وتغيير الكلام حسب خلفياتنا وقناعاتنا.
من أكثر الكوارث التي تواجه المجتمعات التي تحاول النهوض، والابتعاد عن خطر الفوضى، افتقاد أفرادها إلى الانصات، وعدم قدرتهم على الاستماع إلى الآخر، والرغبة المفرطة في الحديث المتواصل، دون إعطاء الآخر فرصة أن يتحدث، وأيضاً أن تسمعه.
ومحاصرة الآخر بالحديث دون قدرته على التعبير الحُر عن نفسه، والموضوع الذي يطرحه يدخل في إطار الاعتداء على حرية الآخر، وامتهانه، وعدم الخضوع لسلطة الثوابت التي تتيح للآخر ما تتيحه أنت لنفسك.
والاستماع في حد ذاته مهارة كما يقول أحدهم، بالغة التعقيد يشتمل على العديد من العناصر، وإذا توافرت تحققت عملية الاتصال الحقيقية بين المتكلم والمتلقي، والاستماع الجيد يتطلب أن يتقبل المستمع النظر لما هو مطروح للنقاش من وجهة نظر أخرى، حتى لو اختلف معه، وأن نتقبل ما يقال، ولا نحكم عليه إلا بعد تأن وروية.
ليس المطلوب أن نتفق مع ما يُقال وإنما أن نتقبله، ونقيِّمه على أساس أنه قناعات الطرف الآخر، وعلينا أن نسعى جادين لتفهم ما يقوله حتى لو لم يستطع التعبير عنه بشكل واضح ومباشر، وهذا يتطلب الصبر، وإعطاء الوقت الكافي للآخر ليشرح ما يريد، أيضاً محاولة فهم مقاصد الكلام، وما يرمي إليه وإن جاء تلميحاً لا تصريحاً.
في كتابه «هل تسمعني» يقول خبير التطوير الإداري، محمد أحمد عبدالجواد، إن الانصات الفعّال للآخرين، ليس عملية سلبية، إنما هو عملية تفاعلية ناضجة لا يستطيعها إلا الراغبون والمدربون.
وهو قيمة تربوية، وأخلاقية، وسلوك حضاري وإنساني يؤكد احترامنا للغير، ومنهجيتنا في تلقي آرائهم .. ويبتعد بنا عن شبهة التعصب لأفكارنا ويبعدنا عن الانحياز إلى ذواتنا.
وعندما نتحلى بالانصات، فإننا نترك أثراً طيباً في نفس من يتحدث إلينا.. أو يحاورنا.. أما عندما نستمع للناس بنصف آذاننا، وننشغل بردودنا عما يقولون، فإننا ندور معهم في حلقة مفرغة يسمونها «حوار الطرشان».
وفي الكتاب الذي سأحاول طرح مقتطفات منه في هذه الزاوية والتي تليها يسعى الكاتب إلى تغيير المعتقد بأن من ينصت للآخرين يكون سلبياً. وأن المتحدث دائماً هو الفعال والإيجابي، فالمنصت مشارك في الحوار لأنه يفسح للطرف الآخر، أن يعبِّر عن رأيه بهدوء، كما أن مقاطعته الآخرين أثناء حديثهم تصيبهم بالحرج البالغ، وتسبب لهم صعوبة في العودة إلى الموضوع، وتعمل على تشتيت أفكارهم، حتى إذا غالبوا أنفسهم وعادوا إلى الحوار فإنهم يفتقدون قدراً كبيراً من الحماس.
ويرى المؤلف أن الانصات الفعّال يحتاج إلى جهد، لذلك ينبغي على كل راغب في الانصات الفعال أن يتعرف على المعوقات التي تضاد هذه الرغبة، فيما يتعلّق بكل من المتحدث والمستمع، والبيئة، والمناخ الذي يتحدثون فيه، والرسالة التي يحملها كل منهم.
وأنه من السهل أن يكون الإنسان متحدثاً، وأن يقرأ كيف يكون منصتاً، ولكن تحويل هذه القيمة إلى ممارسة، وعادة في حاجة إلى تدريب، في حاجة إلى جهد وإلى تعلّم مستمر.
فنحن نتعلم الكلام في الثلاث سنوات الأولى من حياتنا، وسنظل نتعلم طوال حياتنا كيف ننصت للآخرين.
في باب عندما ننصت:
يرى المؤلف أننا نأخذ بيانات حقيقية ودقيقة، نعمل من خلالها. ونتجنب سرعة الاستنتاج وتغيير الكلام حسب خلفياتنا وقناعاتنا.