بقلم الدكتور. المعتصم بالله سليمان الجوارنة
جامعة الملك خالد –كلية التربية
عُني الإسلام بالأمن الفكري عناية بالغة وجعله ضرورة من الضرورات لأمن الفرد والأسرة والمجتمع والأمة ، بل للإنسانية جميعاً ليعيش الجميع في أمن واستقرار وطمأنينة . ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) (البقرة، 125) وقوله تعالى (أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأمن وَهُم مُّهْتَدُونَ). (الأنعام،82) وقوله تعالى: (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) ( التين، 3).وقوله تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). (قريش ، 4 ) .
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الأمن أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة، وأنه بحصوله على الأمن كأنه ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات وسعادة ، فعن سلمه بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " . رواه الترمذي .
ويحتلّ الأمن الفكريّ أهميّة بالغة ، باعتبار أنّه يحقّق أمن واستقرار المجتمع من خلال التصدّي للمؤثرات والانحرافات الفكرية. وقضيّة الأمن الفكريّ ليست وليدة اليوم، بل هي قضية موجودة على مرّ الأزمنة والعصور، ولكنّها برزت بشكلٍ أكبر في الآونة الأخيرة نتيجة عدّة عوامل داخلية وخارجية .
وتعتبر المدرسة من أهم الروافد لفكر أي فرد في المجتمع، فكان لا بد من حماية فكر الطلاب بتوفير أسس تربوية وتعليمية من نشاطات وفعاليات ضمن المناهج التربوية والنشاطات، فالمدرسة هي البوابة للعالم الخارجي، وتتضح أهمية دور المدرسة في الحفاظ على الأمن الفكري لأنها تضم فئة تعتبر من أهم الفئات في المجتمع وثروة من أغلى ثروات الأمم ألا وهم فئة الطلبة شاملة الأطفال والمراهقين والشباب بمراحل التعليم المختلفة وبمراحلهم العمرية المتنوعة، وما يتم تقديمه في المدرسة لهذه الفئة العمرية المهمة سيحدد في النهاية مخرجات العملية التعليمية والتربوية من مواطنين يتم توظيف قدراتهم ونشاطاتهم في خدمة المواطن والوطن بصورة متميزة وإلحاقهم في سوق العمل بفروعه المختلفة، وتكون صورة المواطن وتصرفاته وسلوكه نتيجة لما تعلمه وتربى عليه في المدرسة باعتبارها اللبنة الأساسية في الحياة العملية للشخص .
كيفية تطبيق الأمن الفكري داخل المؤسسات التربوية :
= أولا: المعلم : هو المفتاح الرئيسي لنجاح العملية التربوية في أي برنامج تربوي ، وهو الذي يهيئ المناخ الذي يقوي ثقة المتعلم بنفسه ، وعلى المعلم صاحب الرسالة الأسمى أن يحصن عقول الطلبة ويحميها من أي انحراف فكري ؛ فالمعلم يستطيع أن يقوم ببث جملة من المفاهيم التي تلفت انتباه الطالب تجاه القيم الفكرية والسلوك الفكري القويم ، وكذلك من خلال التعامل مع الطلاب حيث يستمدون سلوكهم من معلميهم ، فالقدوة الحسنة في الأخلاق ومنهج الحياة العام للمعلم هي منهل الطالب في سلوكه الأخلاقي والفكري ، فعلى المعلم أن يكون قدوة في الالتزام بالدين القويم ، وأن يعود طلابه على حب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن في ذلك بعدًا عن الانحراف الفكري و الأخلاقي والتطرف ، ويمكن للمعلم إتباع الإرشادات الآتية لتعزيز الأمن الفكري لدى الطلبة :
- أن يحب الوطن الذي يعيش فيه وينمي اتجاه حب الوطن في نفوس الطلبة.
- تعويد الطلبة على مبدأ حب المسؤولية.
- تنمية ملكة التفكير السليم لدى الطلبة.
- فتح قنوات الحوار بين المعلم والطالب من جهة وبين الطلبة أنفسهم.
- تفهم مشكلات الطلبة والتواصل معهم.
- مشاركة الطلبة نجاحهم وإشعارهم بأنهم هم ذخيرة المجتمع.
- التعامل بصراحة واحترام دونما تمييز .
- توعيتهم بأهمية الأمن وحفظ مصلحة الوطن وان ذلك من صميم العقيدة .
- توضيح خطورة الإخلال بالأمن ومضاره على الفرد والمجتمع والدولة.
- التوجيه السليم لأفكار ومعتقدات الطلبة والحرص على أن يكون ضمن ما شرعه الله تعالى.
- التركيز على وجوب اختيار الطالب الرفقة الصالحة التي تذكره إذا نسي وتعلمه إذا جهل وتعينه على فعل الخير إذا تكاسل.
- عدم حشو ذهن الطالب بالانتقادات التي تنمي لدى الطالب الشعور بالبغض والحقد تجاه الدول والحكام والمجتمع.
ثانيا : المنهاج :
يرى الدويش ( 2004 ) ضرورة ربط التعليم بهوية الأمة فيقول : " التعليم يمثل هوية وثقافة الأمة، وهو يسعى إلى تقرير هذه الهوية، وتربية الأجيال الجديدة عليها، ولئن كان هذا الأمر مهماً في أي عصر فهو أكثر أهمية في عصرنا؛ حيث تتعرض هوية الأمة وثقافتها لكثير من الاهتزازات، وتضيق الدائرة التي يسهم التعليم في بنائها لدى الجيل لصالح مؤثرات أخرى. ومن هنا فالحاجة ملحة لمزيد من ارتباط التعليم بهوية الأمة وإشعار الأمة بخطورة هذا الأمر، وأن التعليم أهم مواطن السيادة لدى المجتمعات الواعية بهويتها "
هناك مجموعة من الاقتراحات حول مناهج التعليم بمراحله الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية نلخصها فيما يلي :
= في التعليم الابتدائي :
- اقتصار التعليم على مناهج تتضمن تعليم اللغة العربية تعليماً ميسراً.
- تركيز المناهج على الجانب التربوي باعتبار أن المرحلة مرحلة غرس للقيم والأخلاق الفاضلة .
- ضرورة مخاطبة الوجدان والعاطفة لطفل هذه المرحلة.
- استخدام أساليب الجذب والتشويق لتعليم طالب هذه المرحلة .
- ربط الطالب بالكون الخارجي كي يتأمل وبتدبر خلق الله وعظمته من خلال مواد العلوم والجغرافيا وغيرها .
- تربية الطالب اجتماعيا وأخلاقيا ودينيا من خلال مواد التربية الإسلامية ، وكيفية التعامل مع الآخرين في البيت والمدرسة والمسجد والشارع وحفظ حقوق الآخرين واحترامهم .
- الاهتمام بالجانب الرياضي حتى يكون الطالب قويا في جسده وصحته العامة .
- يجب أن تهتم مناهج التعليم بالتربية الشاملة الكاملة عقلياً ووجدانياً وانفعالياً ونفسياً وخلقياً وفكرياً وجسدياً .
= في التعليم المتوسط :
- يجب أن تحاول المناهج تأصيل مفاهيم الإسلام الصافية في قلب وعقل طالب المرحلة المتوسطة.
- ترسيخ المناهج القناعات الإيمانية والإسلامية حتى لا تؤثر فيها حاضرا أو مستقبلا لا الأهواء ولا الشهوات ولا أشد وأعنى التيارات والاتجاهات الحاقدة .
- الاهتمام بتربية الطالب في الجوانب العلمية والتربوية واللغوية والبدنية ، ليتكون فكر إسلامي أصيل ، لا ينجرف وراء تيارات الزيغ والانحراف. وذلك لأهمية وخطورة هذه المرحلة من مراحل النمو للشباب المسلم .
= في التعليم الثانوي :
- مراعاة مخاطبة العقل والوجدان في آن واحد .
- توضيح الأخطار المحدقة بالإسلام وأن البعد عنه طريق الجهل والظلام .
- الاستمرار في تعميق تدريس اللغة العربية مع التركيز على جمالياتها وسحر بيانها وعذوبة ألفاظها .
- التركيز على المعرفة الواسعة للعالم الإسلامي والتاريخ العربي العريق المشرف .
- التدريس المستمر للتربية الإسلامية وإدخال الجانب الاجتماعي للإعداد لمواجهة الحياة.
- ضرورة الاستمرار في المجالات الأخرى العلمية واللغوية والتقنية والرياضية والفنية .
- تضمين المناهج القضايا و المشكلات التي تهدد الأمن الفكري في مجتمعنا كالغلو في الدين، وتلقي العلم الشرعي من غير أهله،والتساهل في الأحكام والآداب وتقليد الغرب في العادات والتقاليد وفي المظهر والسلوك . ( الحربي ، 2007 )
- إعداد الطالب لما بعد هذه المرحلة وهي المرحلة الجامعية أو الوظيفية .
= ثالثا : الإدارة التربوية :
دور مدير المدرسة في تحقيق الأمن الفكري داخل مدرسته :
1- الابتعاد عن كل ما يثير التمايز الباطل والبعد عن الحق في كل المعاملات المدرسية.
2 - تهيئة الظروف لعمل المرشد الطلابي ومساعدته على تجاوز العقبات وحل المشكلات التي قد تعترض عمله وعدم تكليفه بأعمال إدارية جانبية ليست ذات علاقة بعملة .
3-إدراك حق الطالب وإدراك حاجته إلى التعليم .
4- إفساح الفرص للطالب لممارسة الأنشطة اللامنهجية .
5- العمل على زرع قيم حب العمل الجماعي في نفوس الطلاب من خلال الأنشطة المدرسية المختلفة.
6- الاستفادة من خبرات المعلمين وبعض أولياء الأمور الذين من الممكن الاستفادة من خبراتهم ذات العلاقة .
7- متابعة وملاحظة الظواهر السلوكية العامة لدى الطلاب والتعاون مع المرشد في تصحيح الظواهر غير المقبولة .
8- الاهتمام بأنشطة جماعة الإذاعة المدرسية بشكل و توجيهها لتكون أداة مؤثرة في سلوك واتجاهات الطلبة .
9- التركيز على جماعة الصحافة وتشجيع الطلاب على التعبير عن رائيهم .
10- إنشاء وتكوين الجماعات المدرسية المناسبة لتنمية الوعي الأمني والأمن الفكري وما شابه ذلك.
11- الاهتمام بالمسرح المدرسي كونه وسيلة إفراغ شحنات الحركة والنشاط والمواهب لدى الطلاب .
12- مراقبة كل أشكال الصراعات الشخصية بين الطلاب وكافة أشكال العنف أو الميول والأفكار غير السوية .
13- عقد الندوات واستضافة الشخصيات والمسئولين ذوي العلاقة بموضوعات الانحراف الفكري .
14- عقد المسابقات الثقافية والمعلوماتية بين الطلاب لحفزهم على الأنشطة الهادفة والمفيدة . ( الجهني ، 2009) .
= المراجع:
- - الدرويش ، محمد . (2007) . العلاقة بين التربية والتعليم في مواجهة التحديات االمعاصرة ، مجلة البيان ،ع189.
- الجهني ، غازي .(2009) . دور مدير المدرسة في تحقيق الأمن الفكري.
- الجحني ، علي فايز . (2007) . دور التربية في وقاية المجتمع من الانحراف الفكري ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية : الرياض .
- بيومي ، صلاح . (2009) . التربية والتعليم والأمن.
جامعة الملك خالد –كلية التربية
عُني الإسلام بالأمن الفكري عناية بالغة وجعله ضرورة من الضرورات لأمن الفرد والأسرة والمجتمع والأمة ، بل للإنسانية جميعاً ليعيش الجميع في أمن واستقرار وطمأنينة . ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) (البقرة، 125) وقوله تعالى (أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأمن وَهُم مُّهْتَدُونَ). (الأنعام،82) وقوله تعالى: (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) ( التين، 3).وقوله تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). (قريش ، 4 ) .
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الأمن أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة، وأنه بحصوله على الأمن كأنه ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات وسعادة ، فعن سلمه بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " . رواه الترمذي .
ويحتلّ الأمن الفكريّ أهميّة بالغة ، باعتبار أنّه يحقّق أمن واستقرار المجتمع من خلال التصدّي للمؤثرات والانحرافات الفكرية. وقضيّة الأمن الفكريّ ليست وليدة اليوم، بل هي قضية موجودة على مرّ الأزمنة والعصور، ولكنّها برزت بشكلٍ أكبر في الآونة الأخيرة نتيجة عدّة عوامل داخلية وخارجية .
وتعتبر المدرسة من أهم الروافد لفكر أي فرد في المجتمع، فكان لا بد من حماية فكر الطلاب بتوفير أسس تربوية وتعليمية من نشاطات وفعاليات ضمن المناهج التربوية والنشاطات، فالمدرسة هي البوابة للعالم الخارجي، وتتضح أهمية دور المدرسة في الحفاظ على الأمن الفكري لأنها تضم فئة تعتبر من أهم الفئات في المجتمع وثروة من أغلى ثروات الأمم ألا وهم فئة الطلبة شاملة الأطفال والمراهقين والشباب بمراحل التعليم المختلفة وبمراحلهم العمرية المتنوعة، وما يتم تقديمه في المدرسة لهذه الفئة العمرية المهمة سيحدد في النهاية مخرجات العملية التعليمية والتربوية من مواطنين يتم توظيف قدراتهم ونشاطاتهم في خدمة المواطن والوطن بصورة متميزة وإلحاقهم في سوق العمل بفروعه المختلفة، وتكون صورة المواطن وتصرفاته وسلوكه نتيجة لما تعلمه وتربى عليه في المدرسة باعتبارها اللبنة الأساسية في الحياة العملية للشخص .
كيفية تطبيق الأمن الفكري داخل المؤسسات التربوية :
= أولا: المعلم : هو المفتاح الرئيسي لنجاح العملية التربوية في أي برنامج تربوي ، وهو الذي يهيئ المناخ الذي يقوي ثقة المتعلم بنفسه ، وعلى المعلم صاحب الرسالة الأسمى أن يحصن عقول الطلبة ويحميها من أي انحراف فكري ؛ فالمعلم يستطيع أن يقوم ببث جملة من المفاهيم التي تلفت انتباه الطالب تجاه القيم الفكرية والسلوك الفكري القويم ، وكذلك من خلال التعامل مع الطلاب حيث يستمدون سلوكهم من معلميهم ، فالقدوة الحسنة في الأخلاق ومنهج الحياة العام للمعلم هي منهل الطالب في سلوكه الأخلاقي والفكري ، فعلى المعلم أن يكون قدوة في الالتزام بالدين القويم ، وأن يعود طلابه على حب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن في ذلك بعدًا عن الانحراف الفكري و الأخلاقي والتطرف ، ويمكن للمعلم إتباع الإرشادات الآتية لتعزيز الأمن الفكري لدى الطلبة :
- أن يحب الوطن الذي يعيش فيه وينمي اتجاه حب الوطن في نفوس الطلبة.
- تعويد الطلبة على مبدأ حب المسؤولية.
- تنمية ملكة التفكير السليم لدى الطلبة.
- فتح قنوات الحوار بين المعلم والطالب من جهة وبين الطلبة أنفسهم.
- تفهم مشكلات الطلبة والتواصل معهم.
- مشاركة الطلبة نجاحهم وإشعارهم بأنهم هم ذخيرة المجتمع.
- التعامل بصراحة واحترام دونما تمييز .
- توعيتهم بأهمية الأمن وحفظ مصلحة الوطن وان ذلك من صميم العقيدة .
- توضيح خطورة الإخلال بالأمن ومضاره على الفرد والمجتمع والدولة.
- التوجيه السليم لأفكار ومعتقدات الطلبة والحرص على أن يكون ضمن ما شرعه الله تعالى.
- التركيز على وجوب اختيار الطالب الرفقة الصالحة التي تذكره إذا نسي وتعلمه إذا جهل وتعينه على فعل الخير إذا تكاسل.
- عدم حشو ذهن الطالب بالانتقادات التي تنمي لدى الطالب الشعور بالبغض والحقد تجاه الدول والحكام والمجتمع.
ثانيا : المنهاج :
يرى الدويش ( 2004 ) ضرورة ربط التعليم بهوية الأمة فيقول : " التعليم يمثل هوية وثقافة الأمة، وهو يسعى إلى تقرير هذه الهوية، وتربية الأجيال الجديدة عليها، ولئن كان هذا الأمر مهماً في أي عصر فهو أكثر أهمية في عصرنا؛ حيث تتعرض هوية الأمة وثقافتها لكثير من الاهتزازات، وتضيق الدائرة التي يسهم التعليم في بنائها لدى الجيل لصالح مؤثرات أخرى. ومن هنا فالحاجة ملحة لمزيد من ارتباط التعليم بهوية الأمة وإشعار الأمة بخطورة هذا الأمر، وأن التعليم أهم مواطن السيادة لدى المجتمعات الواعية بهويتها "
هناك مجموعة من الاقتراحات حول مناهج التعليم بمراحله الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية نلخصها فيما يلي :
= في التعليم الابتدائي :
- اقتصار التعليم على مناهج تتضمن تعليم اللغة العربية تعليماً ميسراً.
- تركيز المناهج على الجانب التربوي باعتبار أن المرحلة مرحلة غرس للقيم والأخلاق الفاضلة .
- ضرورة مخاطبة الوجدان والعاطفة لطفل هذه المرحلة.
- استخدام أساليب الجذب والتشويق لتعليم طالب هذه المرحلة .
- ربط الطالب بالكون الخارجي كي يتأمل وبتدبر خلق الله وعظمته من خلال مواد العلوم والجغرافيا وغيرها .
- تربية الطالب اجتماعيا وأخلاقيا ودينيا من خلال مواد التربية الإسلامية ، وكيفية التعامل مع الآخرين في البيت والمدرسة والمسجد والشارع وحفظ حقوق الآخرين واحترامهم .
- الاهتمام بالجانب الرياضي حتى يكون الطالب قويا في جسده وصحته العامة .
- يجب أن تهتم مناهج التعليم بالتربية الشاملة الكاملة عقلياً ووجدانياً وانفعالياً ونفسياً وخلقياً وفكرياً وجسدياً .
= في التعليم المتوسط :
- يجب أن تحاول المناهج تأصيل مفاهيم الإسلام الصافية في قلب وعقل طالب المرحلة المتوسطة.
- ترسيخ المناهج القناعات الإيمانية والإسلامية حتى لا تؤثر فيها حاضرا أو مستقبلا لا الأهواء ولا الشهوات ولا أشد وأعنى التيارات والاتجاهات الحاقدة .
- الاهتمام بتربية الطالب في الجوانب العلمية والتربوية واللغوية والبدنية ، ليتكون فكر إسلامي أصيل ، لا ينجرف وراء تيارات الزيغ والانحراف. وذلك لأهمية وخطورة هذه المرحلة من مراحل النمو للشباب المسلم .
= في التعليم الثانوي :
- مراعاة مخاطبة العقل والوجدان في آن واحد .
- توضيح الأخطار المحدقة بالإسلام وأن البعد عنه طريق الجهل والظلام .
- الاستمرار في تعميق تدريس اللغة العربية مع التركيز على جمالياتها وسحر بيانها وعذوبة ألفاظها .
- التركيز على المعرفة الواسعة للعالم الإسلامي والتاريخ العربي العريق المشرف .
- التدريس المستمر للتربية الإسلامية وإدخال الجانب الاجتماعي للإعداد لمواجهة الحياة.
- ضرورة الاستمرار في المجالات الأخرى العلمية واللغوية والتقنية والرياضية والفنية .
- تضمين المناهج القضايا و المشكلات التي تهدد الأمن الفكري في مجتمعنا كالغلو في الدين، وتلقي العلم الشرعي من غير أهله،والتساهل في الأحكام والآداب وتقليد الغرب في العادات والتقاليد وفي المظهر والسلوك . ( الحربي ، 2007 )
- إعداد الطالب لما بعد هذه المرحلة وهي المرحلة الجامعية أو الوظيفية .
= ثالثا : الإدارة التربوية :
دور مدير المدرسة في تحقيق الأمن الفكري داخل مدرسته :
1- الابتعاد عن كل ما يثير التمايز الباطل والبعد عن الحق في كل المعاملات المدرسية.
2 - تهيئة الظروف لعمل المرشد الطلابي ومساعدته على تجاوز العقبات وحل المشكلات التي قد تعترض عمله وعدم تكليفه بأعمال إدارية جانبية ليست ذات علاقة بعملة .
3-إدراك حق الطالب وإدراك حاجته إلى التعليم .
4- إفساح الفرص للطالب لممارسة الأنشطة اللامنهجية .
5- العمل على زرع قيم حب العمل الجماعي في نفوس الطلاب من خلال الأنشطة المدرسية المختلفة.
6- الاستفادة من خبرات المعلمين وبعض أولياء الأمور الذين من الممكن الاستفادة من خبراتهم ذات العلاقة .
7- متابعة وملاحظة الظواهر السلوكية العامة لدى الطلاب والتعاون مع المرشد في تصحيح الظواهر غير المقبولة .
8- الاهتمام بأنشطة جماعة الإذاعة المدرسية بشكل و توجيهها لتكون أداة مؤثرة في سلوك واتجاهات الطلبة .
9- التركيز على جماعة الصحافة وتشجيع الطلاب على التعبير عن رائيهم .
10- إنشاء وتكوين الجماعات المدرسية المناسبة لتنمية الوعي الأمني والأمن الفكري وما شابه ذلك.
11- الاهتمام بالمسرح المدرسي كونه وسيلة إفراغ شحنات الحركة والنشاط والمواهب لدى الطلاب .
12- مراقبة كل أشكال الصراعات الشخصية بين الطلاب وكافة أشكال العنف أو الميول والأفكار غير السوية .
13- عقد الندوات واستضافة الشخصيات والمسئولين ذوي العلاقة بموضوعات الانحراف الفكري .
14- عقد المسابقات الثقافية والمعلوماتية بين الطلاب لحفزهم على الأنشطة الهادفة والمفيدة . ( الجهني ، 2009) .
= المراجع:
- - الدرويش ، محمد . (2007) . العلاقة بين التربية والتعليم في مواجهة التحديات االمعاصرة ، مجلة البيان ،ع189.
- الجهني ، غازي .(2009) . دور مدير المدرسة في تحقيق الأمن الفكري.
- الجحني ، علي فايز . (2007) . دور التربية في وقاية المجتمع من الانحراف الفكري ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية : الرياض .
- بيومي ، صلاح . (2009) . التربية والتعليم والأمن.